تعليق صحفي

أمريكا تكشف المستور إعلاميا من مخططها الجهنمي في سوريا...أمريكا تتحدى فمن لها يتصدى؟!

أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان الجمعة أن بلاده لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لأن ذلك من شأنه أن يخلي الساحة للجماعات الإسلامية "المتطرفة". وقال برينان إنه لا الولايات المتحدة ولا روسيا ولا التحالف ولا دول المنطقة "يريدون انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق".داعيا إلى دعم ما سماها المعارضة السورية "المعتدلة" كي لا تسنح الفرصة لغيرها بالسير إلى دمشق.

ما كشفه برينان لا يمثل مفاجأة لثوار الشام والمسلمين الواعين على مخططات القوى الاستعمارية، فنظام الأسد هو صنيعة أمريكا وأداتها، لذا حمته سياسياً ووفرت الغطاء لجرائمه طوال 4 سنوات، وأمدته وتمده بأسباب البقاء رغم ترنحه، وسخرت بقية عملائها في المنطقة لمساندته والحيلولة دون سقوطه، وهي تسعى عبر مبادرة ديميستورا الأخيرة للحفاظ على هيكليته ومؤسساته ولتفكيك جبهة الثوار وافتعال اقتتال داخلي بينهم تحول دون إسقاطهم للنظام. وكل الجعجعات الإعلامية التي يطلقها رؤساء أمريكا وأوروبا لا تعدو الاستهلاك الإعلامي وذراً للرماد في عيون الشعوب.

واليوم بعد أن تأكد لأمريكا والقوى الاستعمارية حتمية سقوط النظام ووفرت الغطاء المختلق لأهدافها (حرب تنظيم الدولة) كشفت عن حقيقة مخططها الجهنمي الذي يحرص على بقاء نفوذها ببقاء هياكل النظام ومؤسساته المرتبطة بأمريكا مهما كلف ذلك من ثمن وضحايا ودماء أبرياء.

وتكشف تصريحات برينان أن لا خلاف استراتيجياً بين أمريكا وروسيا وأوروبا بل كلهم جبهة واحدة في مواجهة ثورة الأمة ومشروع تحررها الحقيقي الممثل بالخلافة على منهاج النبوة.

لقد أدركت أمريكا والقوى الاستعمارية أن ثورة الشام ليست كبقية الثورات إذ أنها كانت صريحة في أهدافها، بليغة في تعابيرها، متمسكة بحبل ربها، تهتف "هي لله هي لله"، وتهتف "قائدنا للأبد سيدنا محمد"، وتعلن الخلافة وتطبيق شرع ربها غاية لها، فأدركت القوى الاستعمارية أن نجاح هذه الثورة هي نهاية نفوذها واستعمارها ليس في سوريا فحسب بل في المنطقة والعالم، لذا وقفت هذه القوى خلف النظام سداً منيعاً وتكالبت في مشهد تاريخي تآمري، يعيد مشهد غزوة الأحزاب، على ثورة أمة أرادت التحرر والانعتاق من ربقة المستعمرين.

لقد أدرك ثوار الشام منذ اللحظة الأولى هذه الحقائق، وأدركوا أن معركتهم هي مع أمريكا والقوى الاستعمارية الأخرى، وأن النظام لا يعدو حجر شطرنج في هذه المعركة فخرجوا في جمعة "أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا"، لكن أمريكا بدهائها وعبر أدواتها من حكام المنطقة استطاعت التأثير على بعض الثوار وحرف بوصلتهم عبر أموال تلك الحكومات المشبوهة، وتدخلها في فتح جبهات وإغلاق أخرى خشية تقدم الثوار نحو دمشق واسقاط النظام.

إن الواجب المحتم على ثوار الشام أمام هذا الوضوح الاستعماري والمخطط الجهنمي والكيد والمكر الدولي أن يتمسكوا بحبل الله المتين فيوحدوا صفوفهم ويرفضوا كل المبادرات الأمريكية الموسومة تارة بالدولية وأخرى بالمصرية وغيرها من الأوصاف والمسميات وكلها أمريكية استعمارية، وأن يرصوا صفوفهم نحو دمشق حيث رأس الأفعى فيجهزوا عليها ويسقطوا النظام ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة التي اتحد الغرب والشرق للحيلولة دون أن تقيموها، فلتتحدوا يا ثوار الشام لإسقاط النظام وإقامتها، فلتتحدوا ولتسقطوا كل مشاريع أمريكا، طاعة لربكم ونصرة لأمتكم وإكراماً للشهداء والجرحى والمشردين واليتامى، وفي ذلك نصركم وفوزكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ *وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)

14-3-2015