التعليق الصحفي

كيان اليهود الابن المدلل لأمريكا... يسيء إلى أبيه ولكنه لا يخرج من حضنه

نشرت الجزيرة نت خبرا تحت عنوان "استياء أميركي من عدم اعتذار وزير إسرائيلي"، وذكرت فيه إعراب أمريكا عن "خيبة أملها" لعدم اعتذار وزير الدفاع اليهودي موشي يعالون عن انتقاده سياساتها خلال كلمة ألقاها يوم الاثنين الماضي، "لكنها أكدت أن تصريحاته لا تعكس حقيقة طبيعة علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل".

وكان يعالون قال إن "إسرائيل" لا يمكنها الاعتماد على حليفها الرئيسي في أخذ زمام المبادرة في مواجهة إيران بشأن برنامجها النووي، واعتبر أن الأزمة الأوكرانية تشير إلى أن واشنطن "تظهر ضعفا". كما اعتبر يعالون أن المساعدة العسكرية الأمريكية الكبيرة "لإسرائيل" "ليست خدمة بل تصب في مصلحة الولايات المتحدة".

لا يمكن فهم هذه التصريحات السياسية بمعزل عن ثوابت السياسة الأمريكية التي قررت أن "أمن إسرائيل هو من أمن أمريكا"، ولا بمعزل عن فهم كيان اليهود لدوره بأنه "حاملة طائرات أمريكية متقدمة" في الشرق الأوسط. ولذلك أكدت أمريكا "حقيقة طبيعة علاقات" الطرفين، وأكد الوزير اليهودي "مصلحة الولايات المتحدة" في مساعدة بلاده.

يُضاف إلى ذلك ما كُشف النقاب عنه من علاقة أمريكا بإيران التي ترعى المصالح الأمريكية في المنطقة متسترة بعباءة الإسلام، وبشعارات الممانعة الكاذبة. وفي هذا السياق تتخذ دولة اليهود من التلويح بضرب إيران أو التصدي لها صمام هواء لتنفيس أي ضغط أمريكي عليها، خصوصا فيما يتعلق بعملية السلام المزعومة، وفي مواجهة "إسرائيل" لأي ضغط أمريكي نحو تحقيق حل الدولتين، ولو شكلا دون المضمون.

وهنا لا بد من التأكيد على أن عداء المسلمين لكيان الاحتلال اليهودي المجرم لا يختلف عن عدائهم لكيان أمريكا الاستعماري، ولا يمكن لأي تصعيد إعلامي-كلامي بين أمريكا واليهود أن يخرج عن تلك الثوابت السياسية وعن معادلة الصراع مع الأمة، وأمريكا هي التي ترعى اليوم هذا الكيان الذي زرعته بريطانيا من قبلها كخنجر مسموم في صدر الأمة ثم تبنته أمريكا، وقبضت على ملف القضية منذ فرضت على العالم رؤيتها بحل الدولتين.

إن مما هو معلوم يقينا في وعي الأمة أن اليهود لا تقوم لهم قائمة بدون الدعم والرعاية الغربية، كحقيقة قرآنية راسخة:

(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ)

23/3/2014