تعليق صحفي
المشروع الوطني هو مؤامرة تقزيم قضية فلسطين يستوجب التخلي عنه لا ترميم أشلاءه
دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح إلى ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني. وفيما أوضح أن المشروع الوطني الفلسطيني الذي يتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 بالمفاوضات مستحيل، قال "أن فلسطين كلها وطن للشعب الفلسطيني أينما وجودوا وأن الفلسطينيين شعب واحد وقضية واحدة لا يمكن الاختلاف عليها"، مؤكدا على "إعادة بناء الكيان الوطني الفلسطيني، والكيان المعنوي بعيداً عن قيود التسوية وليكن هو منظمة التحرير إن استطاعت التحرر من القيود والتسوية". وأكد على ضرورة إعادة الاعتبار للبعد العربي والإسلامي للقضية بأن تحتضن الأمة قضيتها من جديد (وكالة معا).
إن فصائل المقاومة الفلسطينية التي انطلقت –أساسا- للقيام بدور جهادي على أساس الإسلام، لا يجدر بها أن تندفع للترويج لمشروع وطني يقوم على أساس اختطاف قضية فلسطين من حضن الأمة، وإن الدعوة للمشروع الوطني تتناقض مع الدعوة الضمنية في حديث شلح لإرجاع القضية لحضن الأمة.
وإن فلسطين ليست خاصة "بالشعب الفلسطيني"، بل لا يوجد شعب فلسطين -بالمعنى الدقيق للكلمة- وإنما أهل فلسطين هم جزء من الأمة الإسلامية ومن الشعب العربي. أما الدعوة لإعادة بناء "الكيان الوطني الفلسطيني" فهي دعوة باطلة تتناقض مع دعوة التحرير والوحدة مع بلاد المسلمين، والدعوة لإحياء منظمة التحرير ككيان معنوي هي أشد بطلانا إذ يدرك الواعي سياسيا –كما يدرك شلّح- أنها أسست منذ اليوم الأول لتمرير مشروع تقسيم فلسطين.
لذلك جدير بكل سياسي أن ينخّل خطابه السياسي من كل ما علق به من "أدبيات الحلول السياسية" الباطلة إن كان يريد التمسك بالأساس السياسي الإسلامي. وهذه دعوة للفصائل الإسلامية التي ترفع الإسلام شعارا أن تترجمه سياسيا في مواقفها وأعمالها، قبل أن تندم إذا ما تجاوزها الزمان والمكان بانبثاق مشروع الخلافة الذي سيعيد تعريف القضية وملحقاتها على أساس الإسلام الصافي.
18-11-2013