تعليق صحفي

القوات الدولية احتلال جديد...والحدود بين الأمة تكريس للاستعمار والتبعية

أعلن رئيس السلطة محمود عباس الأحد، أن أمن حدود "الدولة الفلسطينية" هو مسؤولية الأمن الفلسطيني بالدرجة الأولى، ويمكن فقط لقوات دولية متفق عليها أن تراقب تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في الوضع النهائي.

يتحدث رئيس السلطة الفلسطينية عن القوات الدولية وكأنها جمعية خيرية رهن اشارته تعمل ضمن طلباته وتقدم خدماتها للسلطة وغيرها من الكيانات دون ثمن أو مقابل، ويتجاهل رئيس السلطة الحقائق السياسية التي تقرر أن القوات الدولية هي احتلال جديد للأرض المباركة.

فالقوات الدولية مصطلح مبهم يراد به التضليل والتغطية على قوات أمريكية أو أوروبية أو جنسيات أخرى تنتدبها الدول الاستعمارية وتجندها لتنفيذ خططها وضمان مصالحها أينما حلّت، فهي قوات احتلال "تُشرَع" عبر رفع راية أممية مضللة، فتحت تلك الراية أُحتلت افغانستان واستبيحت العراق وقسّمت السودان وحرقت الصومال وقتل آلاف المسلمين واستبيحت أعراضهم وثرواتهم.

هذا بالإضافة إلى أن الحدود التي يريد عباس تأميناها هي حدود "دولة" السلطة مع الأردن، وهي حدود -بكافة اتجاهاتها– حدود استعمارية بغيضة وجدت لتكريس الاستعمار والتبعية ومنع وحدة الأمة الإسلامية وحفاظا على كيان يهود. فالحدود بين كيانات سايكس-بيكو المصطنعة حدود غير شرعية فرضها الاستعمار على الأمة الاسلامية، والحديث عن حدود لكيان يهود هو اعتراف بوجودهم وسعي لضمان أمنهم وإضفاء "الشرعية" على كيانهم الغاصب.

إن الأمة الإسلامية يجب أن تعيش ضمن كيان واحد لا وجود فيه لحدود استعمارية بغيضة، في دولة الخلافة التي ستقتلع كيان يهود فلا تبقي له أثراً، وإن الحديث عن أية حدود بين الأمة الإسلامية الواحدة هو تكريس للاستعمار وتنفيذ لمخططاته والحديث عن حدود لكيان يهود جريمة خيانية "تشرع" وجود الكيان الغاصب على الأرض المباركة وتجرّم العمل على ازالته.

 إن الحديث عن الحدود بهذه العقلية التي يتصور فيها رئيس السلطة أن الأمة الإسلامية ستبقى تابعة للاستعمار وستبقى صامتة على احتلال المقدسات والأرض المباركة...حديث يوضح انسلاخ السلطة ورجالها عن الأمة وتطلعاتها وعن الواقع الذي باتت الأمة تشق فيه الطريق نحو استعادة سلطانها بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والتي ستوحد المسلمين وتقتلع كيان يهود وتحمل الإسلام رسالة نور وهداية للعالم.

16-9-2013