تعليق صحفي

المستعمرون المتباكون على أطلال الغوطة وحوش مستذئبة، والنظام الأسدي لم يخرج عن طوع بنانهم

تبارى السياسيون الغربيون من فرنسيين وبريطانيين وأمريكيين في التباكي على المسلمين ضحايا مجزرة الغوطتين، وأخذ قادة تلك الدول يتوعدون النظام الأسدي بالرد على جريمة الكيماوي، وأنه لن يفلت من العقوبة جراء استخدامه لهذه الأسلحة، وأصبحت القوات الغربية تتأهب لضربة عسكرية جوية وشيكة.

إن القادة الغربيين المستعمرين يغلّفون خطابهم الاستعماري بالحرص على دماء أهل سوريا المسلمين، وكأنهم برآء من كل الدماء التي أريقت في الشام طوال أكثر من عامين، وكأن الأسد الذي نصبته أمريكا في معزل عن الأوامر الأمريكية التي تدير الأزمة في سوريا وهو لا يعدو واجهة شكلية؟!.

إن الغرب الاستعماري وعلى رأسه أمريكا والدول الأوروبية قد أمدّت النظام بالمهل الدموية طوال أكثر من عامين، وتركته بل دفعته إلى أن يلغ في دماء المسلمين بالقتل والاغتصاب والتدمير والتشريد، فقتل أكثر من مئة ألف وجرح أضعافهم وشرد الملايين، أفبعد كل هذا يزعم الغرب حرصه على دماء أهل سوريا؟! أفبعد كل هذا يهتم الغرب بأية وسيلة يقتل النظام أهل الشام؟! إنهم كاذبون.

إن التدخل الغربي لا يخرج عن الأهداف الاستعمارية، وتدخل حلف الناتو في ليبيا شاهد على ذلك، واحتلالهم لأفغانستان، وتخريبهم وتمزيقهم للعراق شاهد آخر، كما يهدف هذا التدخل إلى السعي لعرقلة تحرك الثوار المخلصين الذين يرفضون التبعية الغربية والذين أوشكوا على الإجهاز على النظام، ويهدف إلى إعادة التوازن على الأرض لصالح الموالين لأمريكا وأشياعها، لذا فإن الهدف من أية ضربة عسكرية جوية هو تحقيق مخطط استعماري لا إنقاذ الناس، واستهداف كل من يعيق مخططاتها على الأرض وستستهدف الثوار وبعض النقاط التي يخشى النظام سيطرة الثوار عليها، وبعض مواقع النظام للتعمية على أهدافها الحقيقية. وما فعله الناتو من قصفه لكتائب الثوار الليبيين مثال مجرّب يوضح طبيعة الضربة العسكرية التي يخطط لها المستعمرون.

ولقد كشفت مصادر في المعارضة السورية عن بعض أهداف هذه الضربة المتوقعة وأنها لن تكون لإسقاط النظام بل "جواز ذهاب المعارضة إلى جنيف".

إن على الثوار المخلصين أن يدركوا أن أي تدخل غربي في سوريا هو استعمار جديد، وأن هؤلاء المستعمرون أدعياء الإنسانية هم وحوش مستذئبة، وأن معركتهم هي مع هؤلاء الوحوش مع أمريكا وأشياعها، وما النظام الأسدي وأزلامه إلا خطها المتقدم وعبيدها التي ألقت بهم إلى خط النار ليكونوا أول المحترقين بإذن الله، وليعلموا أن أمريكا والغرب حريصون كل الحرص أن تبقى سوريا خاضعة للاستعمار تابعة للغرب حامية لأمن يهود وأنهم سيبذلون كل امكانياتهم ليحولوا دون انعتاقها من ربقة التبعية لهم. وليعلم الثوار بأنهم والمستعمرين وأشياعهم كفرسي رهان، فليحرصوا على أن يكون لهم السبق عسى الله أن ينصرهم وأن يستخلفهم في الأرض فيكونوا من الفائزين، فالصبر الصبر والثبات الثبات والتمسك بحبل الله المتين، فإن النصر صبر ساعة، والله ولي المتقين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)

28-8-2013