تعليق صحفي

ارتكاب المجازر بحق مسلمي الشام جريمة، وليس موقفاً خلافياً يمكن تفهمه!

وتحرير فلسطين يكون بأيدٍ متوضئة لا بأيدٍ ملطخة بدماء المسلمين!

صرح أحمد يوسف القيادي في حماس لوكالة فرانس برس أن لقاءات "هامة" عقدت بين قيادة حماس والمسؤولين الايرانيين وحزب الله اللبناني بهدف "تسوية الخلافات"، وأن الجانبين "شددا على حرصهما ورغبتهما بمواصلة العلاقة الطيبة والتنسيق المشترك وتم التأكيد أن حماس شريك استراتيجي لإيران وأن العدو المشترك هو الاحتلال الاسرائيلي". وقال "تم التفاهم أن كل طرف يتفهم مواقف الطرف الآخر في القضايا الخلافية خصوصا ما يتعلق بالموقف من الأوضاع في سوريا".

إن التعامل مع قضايا المسلمين بحسب القطر وفصلها عن بعضها البعض هو تكريس لعقلية حدود سايكس بيكو الاستعمارية، وهو نقيض كون هذه الأمة الإسلامية أمة واحدة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وأن المسلمين يد على من سواهم ومن بغى عليهم ويسعى في ذمتهم أدناهم؛

ففصل قضية فلسطين عن قضية سوريا عن قضية مصر وليبيا واليمن وتونس وغيرها، واعتبار كل قضية شأناً داخليا لكل بلد هو التفرقة بعينها وهو ما سعى الكفار عقوداً لتكريسه في أوساط المسلمين.

فاليد التي ترتكب المجازر بحق مسلمي الشام، فتقتل المدنيين العزل بأبشع الصور، وتغتصب النساء العفيفات، وتهدم المساجد، وتدعم حكم البعثيين العلويين التابع لأمريكا، لا يمكن أن تكون حريصة على فلسطين ومسجدها الأقصى، ولا يمكن أن تكون حريصة على نصرة نساء فلسطين وهي تهتك اعراض أخواتهن في الشام ولا يمكن أن تسعى لترد فلسطين إلى حياض المسلمين وهي تثبت حكم الكفر والتبعية في الشام.

إن ما ارتكبه النظام الإيراني وحزبه بحق مسلمي الشام هو جريمة بشعة وليس موقفاً يمكن تفهمه، وهو محل استنكار من كل مسلم غيور، ولا يمكن لمخلص أن يلتقي مع هذا النظام وحزبه بعد ما اقترفاه، والله سيحاسب كل من سكت عن جرم هؤلاء في الآخرة، والأمة ستحاسبه في الدنيا حساباً عسيراً، فالأمة لا تنسى تضحيات أبنائها  ولا من تآمر واعتدى عليها.

لقد كشفت ثورة الشام زيف دعاوى الممانعة التي يزعمها كل من النظام السوري والايراني، فظهرت بأنها ممانعة لمشروع الأمة الحضاري، ممانعة للانعتاق من التبعية لأمريكا، لذا فبقاء التنسيق مع هذه الأنظمة لأجل الحصول على دعم مالي بخس، هو ارتماء في أحضان وكلاء الاستعمار وارتهان لمواقفهم السياسية التابعة، ورهن للقرار.

إن هذه الأنظمة التابعة لم تبذل لأجل فلسطين وتحريرها عشر معشار الجهود والأموال التي تبذلها في حربها ضد المسلمين في الشام، حيث بقيت طوال عقود تجعجع ضد يهود دونما طحن، بينما في حربها ضد الثوار المخلصين وتطلع الأمة نحو الانعتاق من التبعية لأمريكا وإقامة الخلافة، أرسلت الجنود وشحنت الأسلحة وحركت دباباتها وطائراتها وسفنها ولم تدخر جهداً ولا مالاً ولا سلاحاً، فهل ينطلي على أحد بعد ذلك زعمها عداء يهود أو حرصها على تحرير فلسطين؟! إنهم كاذبون.

إن فلسطين أرض طاهرة مباركة، وتحريرها من رجس يهود لا يمر عبر مستنقع الحكام الآسن ولا أموالهم السياسية الملوثة، بل بأيدٍ وقلوب طاهرة متوضئة، وإن ذلك كائن على أيدي جحافل المسلمين التي ستنطلق من الشام ومصر وغيرها تحت إمرة خليفة المسلمين وتحت راية الخلافة القائمة قريباً بإذن الله، وسيُسقط في أيدي تلك الأنظمة وأشياعها وسيكونون أثراً بعد عين.

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)

29-7-2013