تعليق صحفي

ليس سقوطاً "للإسلام السياسي" بل سقوط لمن لم يحكم بالإسلام، ولا تغيير إلا بالخلافة

صرح الرئيس السوري المجرم بشار أسد بأن سقوط محمد مرسي يعد سقوطاً "للإسلام السياسي"، ويسعى بعض الكتاب والمفكرين إلى محاولة إلصاق فشل تجربة الإخوان في مصر بمشروع الإسلام للحكم والحياة والمجتمع، ويتكئون في ذلك كله على مجرد أن حركة الإخوان تتسمى بالحركة الإسلامية، وأن الرئيس الذي اعتلى الحكم رئيس ملتح ويصلي الصلوات في المسجد.

والحقيقة الواضحة، والتي لم تكن مخفية منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها الإخوان للحكم، أنهم لم يطرحوا الإسلام كبديل للنظام القائم بل انخرطوا ضمن المنظومة التي صاغها الغرب الاستعماري لبلدان المسلمين، ودخلوا اللعبة السياسية ضمن قواعدها التي صاغها البيت الأبيض وعشرة داونغ ستريت والإليزيه، ولم يكن خوض حركات "الإسلام المعتدل" للعبة السياسية تغييرا لقواعد الحياة السياسية المهيمنة على مصر أو تونس أو ليبيا أو غيرها، بل انخراط في النظام الذي بقي جاثماً على صدور المسلمين في بلدان "الربيع العربي".

إن بلدان "الربيع العربي" لم تشهد تغييراً للنظام بعد، ولن يتحقق التغيير إلا بتغيير النظام المتحكم بمفاصل الحياة في الدولة والأمة والمجتمع.

وإزاء ما حصل في مصر فإننا نؤكد على الأمور التالية:

1.    إن التغيير المنشود لم يحصل بتغيير شخص الحاكم، وإن الترقيع والتجميل للنظام القائم لن ينجح، فالنظام في مصر سعى لتجميل شكله بدستور جديد قديم، وانتخابات مكررة، ووجوه حكام بملامح مختلفة، لكن كل ذلك لم يحقق شيئاً ملموساً في الدولة والحياة والمجتمع.

2.    التغيير المنشود يكون بإحلال نظام مكان آخر، وإن النظام المتحكم في مصر وبقية بلدان المسلمين هو نظام رأسمالي بأشكال مختلفة من الدكتاتوريات والجمهوريات والملكيات، ولن يتغير الواقع إلا باقتلاع النظام الرأسمالي وإقامة نظام الإسلام مكانه، نظام الإسلام الذي سيعيد صياغة الحياة والدولة والمجتمع بقالب رباني من لدن حكيم خبير.

3.    إن بلدان "الربيع العربي" لن تهدأ ما لم تلمس شعوبها التغيير الحقيقي، وبالتالي ستبقى هذه البلدان في حالة غليان وشد وجذب حتى تقام الخلافة التي تطبق الإسلام فينعم المسلمون في عدلها.

4.    إن "الإسلاميين" الذين وصلوا إلى الحكم وصلوا بأشخاصهم ولم يصلوا بمشروع الإسلام الحضاري ليطبق في كافة شئون الدولة بل تركوا الإسلام خلفهم، ودخلوا الحكم من بوابة اللعبة الديمقراطية الزائفة، ففشلهم يعد فشلاً للديمقراطية المزعومة لا فشلاً للإسلام.

5.    إن بلاد المسلمين لا زالت تخضع لهيمنة الاستعمار لا سيما النفوذ الأمريكي، وإن تلاعب أمريكا عبر أدواتها بحكام مصر يؤكد أن هذه البلاد لم تنعتق من النفوذ الغربي وتؤكد أهمية وضرورة ووجوب السعي للانعتاق من هذا الاستعمار.

6.    إن الأمة تتحرق شوقاً للخلاص من الحقبة المظلمة التي تعيشها، وإن محاولة تضليلها وحرفها عن إسلامها ومشروعها الحضاري ستبوء بالفشل، فلقد التقى المحتشدون في ميدان التحرير ورابعة العدوية على إقامة الصلاة والتطلع للإسلام، بالرغم من التضليل الذي سعى البعض لإظهاره بأن الخلاف والصراع صراع بين الإسلام والكفر، والحقيقة هو أنه لم يكن سوى صراع على النفوذ والمصالح واستعمل الناس فيه كوقود، لكن سرعان ما تصحو الأمة وتزداد تمسكاً بدينها وبإسلامها، وبخلافتها القائمة قريباً بإذن الله.

7.    إن المجرم بشار أسد، وغيره من الحكام الجبريين سيعصفهم تيار الأمة الجارف، ولن تحميهم سيدتهم أمريكا من ثورة وغضبة الأمة، وإن ساعات الأسد المتبقية أقل مما مضى له، وسيعلم هؤلاء نبأه بعد حين، ولن يفيدهم الكذب والادعاء بفشل "الإسلام السياسي"، ولن يعيق توجه الأمة نحو إسلامها وخلافتها لا سيما أهل الشام المؤمنين الذي ضربوا أروع الأمثلة في التفاني والتضحية ورفض التضليل والعلمانية والدولة المدنية، وتطلعهم نحو إعادتها راشدة ثانية على منهاج النبوة.

8.    إن الواجب على أبناء الحركات الإسلامية وكل غيور على هذا الدين، وكل حريص على شريعة رب العالمين، أن يضموا جهودهم إلى جهود حزب التحرير في السعي الدؤوب لإقامة الخلافة التي تحقق التغيير الجذري الحقيقي، وتطبق الشريعة وتوحد الأمة وترفع الظلم عن المسلمين وتعيد لهم مكانتهم المرموقة بين الأمم خير أمة أخرجت للناس، سادة الدنيا وقادتها وهداتها.

وإنا نرى قيام الخلافة وعودة الأمة عزيزة مهابة رأي العين، نراه بوعد الله وبشرى رسوله وبأمة حيّة وحزب يسعى بجد ووعي وإخلاص لتحقيق ذلك.

 

5-7-2013