تعليق صحفي

حوار أمريكا مع طالبان يكشف عن فشلها وعن سياستها الاستعمارية البراغماتية!

رحبت الولايات المتحدة بقرار حركة طالبان الأفغانية فتح مكتب لها في قطر، فيما قال مسؤولون أميركيون كبار إنهم سيلتقون في "غضون بضعة أيام" مع ممثلين عن الحركة بالدوحة.

يكشف قبول أمريكا الحوار مع حركة طالبان النقاب عن حقائق واقعية، من أهمها؛

أن أمريكا قد فشلت طوال اثني عشر عامامن فرض الواقع السياسي الذي رسمته لأفغانستان عسكرياً، وأنها عاجزة عن المحافظة على استقرار النظام العميل لها في أفغانستان لا سيما مع اقتراب سحب قواتها من هناك مطلع العام 2014، لذا ترى في التفاوض مع طالبان ومحاولة جر الحركة لمستنقع العملية السياسية الملوثة واشراكها في الحكم، مخرجاً لها من مأزقها.

ويكشف هذا القبول عن حقيقة أوصاف الإرهاب والتطرف التي تصف بها أمريكا الحركات الإسلامية، ومنها طالبان، حيث تلاشت تلك الأوصاف وغارت لأجل تحقيق مصالح أمريكا الاستعمارية، فلم يعد هناك من مانع أمام أمريكا لتحاور من كانت تصفها بالتطرف والإرهاب والأصولية، وهو يؤكد أن تلك الأوصاف إنما هي أداة تستخدمها أمريكا لتحقيق مصالحها وللتحريض ضد الإسلام والمسلمين، فإذا ما اقتضت مصلحتها الاستعمارية غض الطرف عنها فعلت ذلك.

وإزاء هذه الحقائق، جدير بحركة طالبان أن ترفض الحوار مع أمريكا، فأمريكا دولة معتدية على أفغانستان وأهلها، وهي من قتلت المسلمين خلال السنوات السابقة بدون رحمة، وقتلت بطياراتها بدون طيار النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، وجندها دنسوا كتاب الله، وقاموا بالتبشير في أوساط المسلمين، وهي من اعتقلت المسلمين وزجتهم في سجن غوانتنامو سيء الذكر، وهي من ارتكبت المجازر بحقهم في سجن قلعة جانجي.

كما يجب على حركة طالبان أن لا تركن للحكام الأتباع وعلى رأسهم حكام قطر، عرّابو السياسات الغربية الاستعمارية، وأن لا يقعوا في مستنقع العملية السياسية الملوثة التي لا هم لها سوى تثبيت النفوذ الأمريكي بصورة أو بأخرى.

إن أمريكا قد ألجأها مأزقها في أفغانستان إلى الحوار مع طالبان، فهّلا امتنعوا عن مد حبل النجاة لها؟

19-6-2013