تعليق صحفي

أنظمة جباية تقمع الناس وتحفظ أمن أعدائهم من قوت عيالهم ولقمة عيشهم!!

قالت دراسة مختصة إن وجود تشابهات كبيرة في الأنظمة الضريبية في المغرب، فلسطين، الأردن ولبنان، فهي تعتمد بالإجمال على تحصيل الضرائب المباشرة وغير المباشرة من أجل تحصيل الإيرادات، وبالتالي الإنفاق الحكومي عبر الموازنة بنسب تتراوح بين 60-70% من الموازنة تأتي من خلال هذه الموارد، بما يظهر من قوة "ريعية" الاقتصادات العربية التي تعتمد على الريع والتحصيل الضريبي أكثر من موارد إنتاجية واقتصادية تابعة للدولة.

تظهر الدراسة ما يلمسه بل يعانيه من يعيش في هذه البلدان، وبقية بلاد المسلمين، من كون الأنظمة التي تحكمها هي أنظمة جباية لا أنظمة رعاية، وأنها ترهق كاهل المواطن بالضرائب والمكوس دون أن تقدم له أدنى مقومات العيش الكريم أو الخدمة الصحية اللائقة بالبشر أو مستوى تعليم مقبول، بل إن هذه الدول تنتشر فيها البطالة والفقر وسوء التغذية.

ويزداد الأمر سوءاً عندما تُسخِر تلك الأنظمة "ريعها" الضريبي في قمع الشعوب والبطش بها عندما تطالب بالتغيير الجذري والانعتاق من التبعية للغرب الاستعماري، وما تضمّه هذه الأنظمة، من أجهزة أمن بوليسية و"جيش" الموظفين من هذه الأجهزة التي تحصي على الناس أنفاسهم، وما شهدته بلدان "الربيع العربي" من قمع شديد للناس وارتكاب أفظع الجرائم بحقهم، لا سيما في ثورة الشام، مثال صارخ على أبواب نفقات ميزانية تلك الأنظمة التي تقتات وتشتري الأسلحة التي تقتل وتبطش بها الناس من لقمة عيش الفقراء!.

ويزداد السوء بشاعة وإجراماً، عندما تسخر تلك الأموال الضريبية لحماية أعداء الأمة المحتلين لمقدساتها وأرضها المباركة، كما يحدث مع السلطة الفلسطينية، التي تسهر بأجهزتها الأمنية، التي تبتلع معظم ميزانيتها، على حماية أمن المحتل ومستوطنيه، في صورة يندى لها الجبين، حيث يُحمى المحتل بأجهزة أمنية ينفق عليها من جيوب الناس المحتلين المقهورين، مما جعل رئيس السلطة يعترف بالقول بأن سلطته جعلت من احتلال يهود لفلسطين أرخص احتلال في العالم!!.

إن بلاد المسلمين تنضح بالخيرات العميمة، وخيراتها كافية لأهلها وتفيض، غير أن الاستعمار عبر حكامه النواطير الذين نصبهم في بلادنا قد نهب الخيرات وأذاق الناس لباس الجوع والخوف، ليبقوا منشغلين عن السعي لاستعادة مكانتهم المرموقة بين الأمم بتحصيل لقمة عيشهم، وليبقوا رهن التبعية له ويبقى هو يستأثر بخيراتنا.

إنه لا خلاص للأمة سوى بالتخلص من هذه الأنظمة القمعية التسلطية الموالية للاستعمار، وبإقامة الخلافة الراشدة الثانية على أنقاضها، وحينها تعيش الأمة في حياتها الدنيا عيشة هنية كريمة عزيزة، وتقتعد مكانتها المرموقة بين الأمم، يحكمها خليفتها، أبو العيال، وتنال رضى ربها والأجر العظيم.

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)

26-5-2013