تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية تريد الإعلاميين أبواقا لها ولمشاريعها التفريطية فقط!!

كرم محافظ جنين، اللواء طلال دويكات، الصحفيين العاملين في محافظة جنين، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. ودعا دويكات إلى الالتزام بالمهنية الصحفية من خلال نقل الحقيقة على أرض الواقع بصدق ومصداقية، بعيدا عن التحيز والتعصب، مثمنا دور الصحفي الفلسطيني بما يقوم به من فضح للممارسات "الإسرائيلية" العدوانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ونقلها للعالم، وكان هذا الدور له تأثير كبير في وقوف العالم إلى جانب الرئيس محمود عباس في تشرين ثاني الماضي في الحصول على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة.

إنّ من يتابع انتهاكات السلطة العديدة، والتي رصدتها المواقع الإعلامية والمؤسسات الحقوقية بحق الإعلاميين للحيلولة دون قيامهم بواجبهم بتغطية الأحداث التي تجري في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل تكريم الإعلاميين والاحتفال بهم، يخرج بنتيجة واحدة مفادها أنّ السلطة لا تريد من الإعلاميين إلا أن يكونوا أبواقا لها ولمشاريعها التفريطية والهزلية، أما الأعمال المخزية التي تمارسها السلطة وأجهزتها الأمنية بحق أهل فلسطين وحملة الدعوة المخلصين والرافضين لمشاريعها الخيانية فيجب أن تبقى طي الكتمان ولا تصل إلى المستمع أو المشاهد أو القارئ.

فهذا دويكات الذي يكرّم الصحفيين هو نفسه الذي قالت صحيفة القدس بحق أجهزته يوم السبت 4/5/2013 في تغطية احتشاد حزب التحرير "الأجهزة الأمنية منعت الصحافيين من التصوير، ما أثار حالة من الاستياء والغضب، وخاصة وأنهم اجروا اتصالات مع عدد من المسئولين في المحافظة للتدخل، لكنهم لم يتلقوا ردودا على اتصالاتهم". وهو نفس الأمر الذي وثقته مواقع إخبارية أخرى.

وفي طولكرم حيث اعتقلت قوات الأمن عددا ممن صوروا ما قامت به الأجهزة الأمنية حين فضت بالقوة احتجاجًا نظمه حزب التحرير، ظهر السبت، 27/4/2013 في مدينة طولكرم

ومن قبل وثق الباحثون الميدانيون في مركز غزة لحرية الإعلام زيادة "طفيفة" في حجم الانتهاكات ضد الصحفيين من قبل السلطات الفلسطينية وجهات مجهولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في شهر نيسان.

وهكذا، فإنّ سياسية السلطة واضحة في التعامل مع الإعلام، فهي تريده بوقا لها ومروجا لمشاريعها التفريطية بحق فلسطين وأهلها، أما أن ينقل الإعلام الحقيقة فيصور جرائم السلطة وانتهاكاتها المتواصلة بحق أهل فلسطين وحملة الدعوة المخلصين، فهذا ممنوع وغير مرحب به!.

وهذه سياسية كل الأنظمة الدكتاتورية المتهالكة والتي مصيرها إلى زوال واندثار، على شاكلة فرعون الذي قال تعالى فيه: {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29

6/5/2013