نقلت صحيفة القدس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا اليوم الأحد القوى والدول والهيئات الدولية إلى إنقاذ مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط "حتى ينعم الجميع بثمارها".
وقال عباس في رسالة مكتوبة للشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لإعلان "الاستقلال" التي تصادف اليوم: "أدعو القوى والدول والهيئات الدولية ذات الصلة خاصة المعنية والمسؤولة عن استحقاقات الأمن والسلام في العالم والمؤمنة بقيمة أن تبادر لتحمل مسئولياتها لإنقاذ مسيرة السلام والمضي قدما لتحقيق أهدافه وغاياته".وأكد عباس أن عملية السلام هي "خيار استراتيجي ننشده ونتبناه حتى ينعم الجميع بثماره".وحذر من أن عملية السلام تتعرض في هذه المرحلة إلى "تخريب وتغييب ممنهج ينذر بأوخم العواقب"، ملقيا المسئولية عن ذلك على "إسرائيل" جراء "استمرار تعنتها وتنكرها لمرجعيات عملية السلام والتزاماتها ومتطلبات إنجاحها وتحقيق أهدافها".
 
ويذكر أن الإعلان الثاني ل "وثيقة الاستقلال" كان قد مضى عليه 21 عاماً أما الإعلان الأول فكان قد تم في تشرين الأول عام 1948 من قبل حكومة عموم فلسطين في غزة خلال إنعقاد مؤتمر المجلس الوطني.
 
إن إعلان الاستقلال المهزلة والجريمة ليس سوى حرف لأذهان أهل فلسطين عن حجم المؤامرة التي أعدت على عين بصيرة لفلسطين وأهلها،
إن إعلان ما يسمى بالاستقلال هو إضفاء للصبغة الشعبية والشرعية على مخطط أمريكي أخرج مداعباً لبعض العواطف البسيطة المبتذلة والجياشة لدى عموم أهل فلسطين الذين يكتوون تحت نير الإحتلال.
إن من السخف بمكان أن يجعل شعب من مخططات أعدائه عيداً يحتفل به وأن يجعله خياره الإستراتيجي الذي لا ترى "القيادة" الفلسطينية عنه بديلاً.
إن وثيقة "الإستقلال" هي وثيقة تضييع فلسطين فوثيقة "الإستقلال" هي وثيقة تشريع احتلال فلسطين المحتلة عام 48م، وهي هدر وتضييع لدماء الشهداء من أهل فلسطين والتي أريقت دفاعاً عن كل شبر محتل من فلسطين.
إن وثيقة "الإستقلال" هي خيانة للأمانة التي زعمت منظمة التحرير حملها عندما أنشئت عام 1964 بدعوى تحرير الأراضي المحتلة عام 1948م فإذا بها أداة تضييعها.
إن تبني عباس للسلام ونظرائه من حكام المنطقة كخيار استراتيجي يؤكد أن هؤلاء الحكام ليسوا سوى أداة حماية ليهود ولا همّ لهم سوى إنهاء عذابات يهود كما صرح عباس من أول يوم اعتلى فيه رئاسة الوزراء قبل رئاسة السلطة كما أن دعوته للمؤسسات والدول والهيئات لمناصرة السلطة لإقامة الدولة العتيدة هو دعوة العاجز والتابع الذي ما عاد يملك من أمره سوى ما يجود به الأعداء.
كما أن تحذير عباس من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تلحق بالمنطقة جراء تخرييب عملية السلام لا معنى له سوى حرص عباس والسلطة على إستقرار الوضع الأمني ليهود وإلا فماذا يمكن أن يحل بأهل فلسطين أكثر مما حل بهم جراء تخرييب عملية السلام ؟!!
أيها المسلمون: إن فلسطين أمانة غالية وإن حملها ثقيل ولقد حملها الصحابة من قبل ففتحوها ولم يتوانوا في الدفاع عنها ولقد حملها صلاح الدين ولم تبدُ نواجذه حتى حررها وكذا فعل عبد الحميد،
 ثم خلف من بعد هؤلاء خلف أضاعوها ومكنوا الكفار المستعمرين منها وجعلوا يوم ضياعهاً يوماً للإحتفال وعيداً للاستقلال؟!! فعن أي استقلال يحتفل هؤلاء؟!!
إن واجب كل مسلم أن يتبرأ من كل المخططات الدولية وأن ينفضّ عمن أخذ على عاتقه تنفيذها وتضييع فلسطين، إن واجب المسلمين جميعاً أن يسعوا جادين مخلصين لإقامة الخلافة الثانية التي ستحرر فلسطين كاملة من بعد ما خذلتها الأنظمة والجيوش فتعيد راية العقاب خفاقة فوق ربوع الأقصى وبيت المقدس فتكون القدس عقر الخلافة بإذن الله،
 إن ذلك يوم عظيم يتطلع إليه المؤمنون والمخلصون ليكون قريباً ويراه المضبوعون بالقوى الغربية التابعون لها بعيد المنال ولكن الله بالغ أمره.  (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا).
 
 15-11-2009