تعليق صحفي

القدس بأرضها ومسجدها ليست آثاراً أو تراثاً بل أرض مباركة ومقدسات يجب تحريرها

تغنى الديوان الملكي الأردني بما سمّاه نجاحاً أردنياً فلسطينيا وبدعم عربي أدى إلى دفع "اسرائيل" لقبول بعثة خبراء مكونة من ممثلين عن مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية التابعة لليونيسكو "إلى القدس القديمة.وأضاف أن هذا "الإنجاز" يأتي "كأولى ثمار" اتفاقية الدفاع المشترك عن القدس والمقدسات.

واغفل الديوان الملكي ذكر ما قدّمته الأردن والسلطة من تنازلات مشينة لقاء هذا القبول اليهودي، فقد أوردت الإذاعة العبرية أن "إسرائيل" توصلت إلى اتفاق مع الأردن والسلطة الفلسطينية بوساطة أمريكية ينص على شطب مشاريع قرارات ضدها كان من المفروض التصويت عليها اليوم لدى منظمة اليونسكو الدولية للتربية والعلوم والثقافة.

إن تغني حكام الأردن والسلطة بالدفاع عن القدس والمقدسات، وهم من فرّطوا بها، أمر يدعو للسخرية، وتضليل يراد منه إفراغ نصرة القدس والمقدسات من مضمونه الطبيعي والواجب على المسلمين جميعاً.

فالمسجد الأقصى ليس تراثاً أو آثاراً يفتخر بها العرب كافتخار بعض المصريين بآثارهم الفرعونية، بل هو قبلة المسلمين الأولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، ولأجله أريقت الدماء ولتحريره جيّشت الجيوش وبترابه اختلطت دماء الصحابة والمسلمين. فهل نصرته اليوم والدفاع عنه تكون بلجنة خبراء من اليونسكو؟! ما لكم كيف تحكمون؟! (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا).

إن هؤلاء الحكام الذين يتشدقون بالقدس والدفاع عن المقدسات هم من أسلموها لقمة سائغة ليهود، وتاريخهم الحافل بالخيانة من حكام الأردن إلى قادة منظمة التحرير بات مفضوحاً لا يخفى على أحد، وها هم يكملون مشوار التفريط والتآمر مع يهود ويغطون تنازلهم عن قضايا وقرارات تجرّم يهود، تكراراً لفضيحة تقرير غولدستون، بستار الدفاع عن القدس، والقدس منهم ومن أفعالهم برآء.

إن الذي تنازل عن فلسطين بقدسها ومسجدها هم الحكام في مسرحيات هزلية أسموها حروباً، وإن الذي فرّق القدس إلى شرقية وغربية واضفى الشرعية على احتلالها هم الحكام، وأمثال هؤلاء الذين تلطخت سيرتهم بالتفريط والتنازل عن فلسطين والتآمر مع أعداء الله يهود، هم أبعد ما يكون عن الدفاع عن هذه المقدسات وعن الأرض المباركة، بل إن ذلك شرف لن يناله إلا من سار على خطى الصحابة الفاتحين والجند المحررين والخلفاء الحافظين.

إن القدس والأقصى تتطلع لصنو الفاروق وصلاح الدين وعبد الحميد، وإن المسلمين اليوم، لا سيما في الشام، باتوا يقتربون يوماً بعد يوم من امتلاك زمام أمرهم وإقامة الخلافة التي ستقاتل يهود مصداقاً لقول الرسول الأكرم (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون) وتحقق وعد الله بدخول المسجد الأقصى كما دخله المسلمون أول مرة، وإن ذلك كائن عمّا قريب بإذن الله.

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)

24-4-2013