في ظل عنجهية يهود وغطرستهم المتنامية على المسلمين يوماً بعد يوم في فلسطين، قتلٌ واعتقالٌ وتهجيرٌ وتدنيسٌ للمقدسات في القدس، واعتداء على المزارعين بالضرب والقتل والاعتقال في مدن الضفة وقراها، وتجويع وحصار على الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، حتى باتت غزة منطقة مهددة بكارثة إنسانية بشهادة الكفار أنفسهم.
وفي ظل لغة التصعيد واللامبالاة التي يتحدث بها قادة يهود تجاه قضية فلسطين، وتجاه حكام العرب والمسلمين، الذين يستجدون يهود والعالم الغربي أن يخفف يهود من جرائمهم تجاه أهل فلسطين.
في هذه الأجواء يأتي إعلان بشار الأسد استعداد بلاده لاستئناف محادثات السلام المتوقفة مع "إسرائيل"، بل ودعوته للدول الأوروبية إلى المساعدة بهذا الشأن، في موقف استخذاء وذل متكرر من رئيس سوريا. فيما يأتي الرد على هذه الخطوة: ترحيب يهود واستعداد كرواتيا للعب دور الوسيط في عملية السلام.  ولماذا لا ترحب دولة يهود بهذه الخطوة وهي لن تفضي إلا إلى تضييع حقوق المسلمين وضمان أمن يهود، وتحويل الجولان إلى سناء ثانية، لا سلطان للمسلمين عليها ولا سيادة؟
فبدلاً من أن يأتي الرد على اغتصاب يهود لفلسطين وجرائمهم مزلزلاً من حكام المسلمين عامة، ومن حكام ما يسمى "دول الممانعة" خاصة، لا يرى المسلمون منهم سوى الذل والاستخذاء.
وتأتي هذه الخطوة الذليلة من الدولة التي تلعب دور الممانعة في العالم العربي، وهو دور يقوم على التضليل السياسي، وهي تأتي في ظل كل العنجهية التي يتصرف بها يهود، وكل الإجرام الذي تمارسه دولتهم بحق المسلمين في فلسطين، وكأنّها مكافأة من رئيس سوريا ليهود على ما قاموا به، وضوءٌ أخضر ليهود ليستمروا فيما هم عليه من غطرسة وإجرام، ومساعدة واضحة من رئيس سوريا للإدارة الأمريكية التي تستميت في إضفاء شيء من أجواء السلام والهدوء على المنطقة ليتسنى لها التفرغ لإدارة ملفات العراق وأفغانستان والأزمة المالية دون تشويش.
والأسف الشديد، والحسرة الكبرى هي على جيوش المسلمين، وجيش وسوريا الذي لا يتحرك لتحرير الجولان وتحرير فلسطين من دنس يهود، رغم كل الإمكانيات التي تتمتع بها جيوش المسلمين والتي تجعلها قادرة على أن تهزم يهود شر هزيمة.
فهلا انتفضت جيوشُ المسلمين وتحركت لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ! إن أملنا ورجاءنا في أحفاد الفاتحين لن ينقطع بإذن الله.

30/10/2009