تعليق صحفي

أردوغان يؤكد على خيانته لأرض الإسراء والمعراج، فلا مرحبًا به على أرضها المحتلة

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن نيته زيارة قطاع غزة قريبا وفقا لما نشرته صحيفة "زمان" التركية أمس الجمعةو أكد أردوغان أنه لن يسمح بعودة العلاقات الطبيعية مع اسرائيل حتى تلتزم بالشروط الثلاث التي سبق ووصلت الجانب الاسرائيلي وهي "رفع الحصار عن قطاع غزة ، الاعتذار ، دفع تعويضات لعائلات ضحايا سفينة مرمرة" .

ودعا وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو "إسرائيل" لاستغلال الزخم الايجابي الراهن من أجل تحسين العلاقات.

على ما يبدو فقد أصبحت غزة وسلطتها قبلة الحكام الخائنين لأرض الإسراء والمعراج سماسرة السياسات الغربية الكارثية المعتبرين أن العلاقة مع يهود علاقة طبيعية، فقد زار حاكم قطر غزة المحتلة رسميًا تحت صوت طائرات الاحتلال، ليبيض بعض صفحاته وليشتري المواقف من غزة مقابل بعض أموال يغتصبها من المسلمين، وها هو أردوغان سيد المعترفين والمطبعين مع كيان يهود يعلن عن نيته زيارة غزة الأسيرة يرافقه محمود عباس، فهل سيأتي أردوغان بجيشه ليفك أسر غزة؟

وهل سيأتي رافضًا الاحتلال أم مقرًا له؟

والجواب معلوم لذوي البصيرة والإخلاص فإنه سيزور السجناء ليفتح لهم بابًا وهميًا إلى جنة الدجال إذا ما ساروا على دربه بإخلاص، سيزور السجناء ليقرب نهج الرفض اللفظي إلى نهج الانبطاح الفعلي، سيأتي مُجدِدًا "نصيحة" وزير خارجيته لحماس بالاعتراف بحق الاحتلال في الوجود على معظم أرض الإسراء والمعراج كما تعترف الدولة التركية إلى الآن.

ولسنا نقول هذا إلا لكونه الحقيقة التي يجب أن يبصرها المخدوعون، فأردوغان ونظامه لا مشكلة عندهم مع الاحتلال ولكن مشكلتهم هي مشكلة أميركا وكل حكام العرب وهي مشكلة تطبيق الخطة الأميركية المسماة "حل الدولتين"، فمشكلتهم في استئناف المفاوضات وإيقاف أو تجميد الاستيطان وإنجاز مصالحة تصب في إنجاح هذه الخطة.

 فهل رفع الحصار عن حكومة غزة والاعتذار ودفع تعويضات مالية هي ثمن عودة العلاقات الرسمية حميمة بين تركيا وكيان يهود؟ إن مثل هذه الشروط قد تصلح لتكون شروطًا بين دولتين طبيعيتين لكل منهما كيانهما الشرعي المقبول من الطرفين وحدثت بينهما حادثة، ولكن هذا يعتبر فجورًا سياسيًا عندما يكون كيان يهود المغتصب لفلسطين هو الطرف الأول، وتكون تركيا هي الطرف الثاني، لأن مجرد العلاقات معه أصلاً خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.

فعندما يصر أردوغان على اعترافه بحق المغضوب عليهم في معظم فلسطين، ويدعو إلى إعادة العلاقات دافئة معهم، ويدعو كذلك وزير خارجيته وينصح حماس بأن تحذو حذوهم، فإن النظام التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية شيطان رجيم لا يختلف عن النظام التركي قبله من ناحية العلاقة مع كيان يهود.

فكيف يرحب المرحبون به إن كانوا ينطلقون في تفكيرهم من قرآنهم؟، إن الترحيب به ترحيب بمواقفه المذكورة، والخلط بينه وبين أهل تركيا خلط مغلوط، لأن مشاعر وأفكار ومطالب أهل تركيا من ناحية فلسطين هي قطع العلاقات نهائيًا مع يهود وتحريك الجيش التركي لإنقاذ فلسطين، وهؤلاء الحكام لا يمثلون موقف من يحكمونهم بل جاءوا بالشعارات الكاذبة التي تدغدغ المشاعر الإسلامية ثم قفزوا فوق كل الأحكام الشرعية.

تلك حزمة ضوء على صورة أردوغان الحقيقية لمن أراد الحق وسعى له، وأما المنتفعون والمبررون والمخدوعون الذين يصفون تجربة أردوغان بأنها إسلامية بينما حزبه يصف نفسه بأنه حزب علماني ويحمي العلمانية وسيحمي مبادئ أتاتورك، فإنهم أمام الله واقفون ومحاسبون ولن تنفعهم أموالهم ولا مناصبهم ولا حاشيتهم.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(

3-11-2012