تعليق صحفي

سلطة حماس تسير على نهج سلطة عباس في مقاسمة أرزاق الناس بجنيها للضرائب والمكوس

 قررت سلطة حماس في غزة فرض رسوم جديدة على بعض البضائع المدخلة عبر الأنفاق.

منذ انتهاء الحرب على غزة وسلطة حماس لم تترك منبع دخل إلا وقامت بجني الضرائب عليه بحجة التراخيص المختلفة من خلال البلديات وغيرها من المؤسسات، بينما يعلم الجميع أن الخدمات التي تقدمها البلديات من مشاريع لا تتم إلا بدعم من  مؤسسات ودول أخرى، وليست من خلال جني النفقات المتحصلة من تلك الخدمات التي تقدمها البلديات.

ثم زادت عليه الجمارك والمكوس على العديد من السلع الواردة من الأنفاق، والمعابر، ثم جاءت حكومتها الجديدة لتغرق أهل غزة بالضرائب أكثر وأكثر، عبر فرض ضريبة على سلع جديدة تدخل عبر الأنفاق، عدا عن الجمارك التي فرضتها على السيارات المستوردة عبر المعابر وعبر الأنفاق.

وكل تلك المكوس تجري وتفرض بحجة دعم المنتج المحلي، بينما المنتج المحلي لا يسلم هو الآخر من سطوة ضرائب سلطة غزة.

إضافة للأموال التي تجبى على وقود السيارات، بل وصل الأمر إلى تعيين موظفي ضرائب يشرفون على بعض القطاعات كالمطاعم مثلا لاحتساب الأموال وتقدير نسبة الضريبة دون أي نقص يذكر.

لقد صرح نائب رئيس حكومة غزة الظاظا بأن الحكومة تعمل على رفع إيراداتها هذا العام لتصل إلى 3 مليارات دولار، فما هي مصادر الدخل لحكومة غزة كي تستطيع جني هذا المبلغ، أليست الضرائب والمكوس هي أهم مصدر لهذا الدخل والذي لا يعلم أين وكيف ينفق.

لقد حرم الإسلام جباية الضرائب إلا في حالات مخصوصة قليلة، أما المكوس التي تحصلها هذه الحكومة باسم الجمارك وحماية التجار فهي محرمة لقوله صلى الله عليه وسلم :"لا يدخل الجنة صاحب مكس"، ومثلها التسعير الذي تمارسه الحكومة في غزة على بعض الخدمات.

إن هذه السلطة التي تصرخ بإنهاء الحصار وبإعادة الإعمار، وتيمم وجهها شرقا وغربا أملا في دعم من أنظمة الجور، نسيت أن الأولى لها أن تنظر لشعبها، الذي منته الأماني عندما انتخبها ورفعت شعار التغيير والإصلاح، فإذا بتلك السلطة تتنكر لهم وتنكث عن وعودها وأمانيها، بل إن نظرة بسيطة في قطاع غزة تري كيف جمعت حكومة حماس بين السلطة والأموال بدلا من جمعها بين السلطة والمقاومة كما تشيع.

فإن لم يرد هذه السلطة عن تغولها في مقاسمة أرزاق الناس تقوى من الله، فإن عليها أن تخاف وتعي من دروس التاريخ وعبره وزوال المتجبرين على الناس، بل لعلها تنظر إلى أنظمة الجور من حولها إن لم تكن تقرأ وتفهم تاريخ الظلام في كل عصر، فمن هم أكبر منها و أعتى قوة وجبروتا قد زال ولم يستطع إيقاف غضبة الأمة عندما انتفضت، ولم تسعفه قرارات هزلية يصدرها هنا وهناك.

(وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)

18/10/2012