تعليق صحفي

السلطة والمؤسسات المشبوهة، صم بكم عمي عن معاناة الناس وآلامهم، وأبواق وماكينة لإفسادهم!!

أسفر شجار عائلي يوم 8 آب الماضي في قرية الرشايدة البدوية الواقعة على الأطراف الشرقية لمحافظة بيت لحم بين عائلتين في القرية عن نتيجة مأساوية تمثلت بمقتل الشاب ماهر مفلح رشايدة ( 23 عاما) اعقبتها "فُورَة دم" اشعلت النيران في 18 منزلا بالقرية وحولتها إلى رماد وخراب.

 وعلى إثر الحادث المأساوي هُجّرت ثلاثون عائلة من القرية لتتوزع على عدة مناطق في النصارية بالفارعة وفصايل وبيت فجار جنوبا، خرجوا في وضع استثنائي لا يحملون معهم شيئا ليجدوا أنفسهم في العراء يكابدون عناء الحياة دون أن يحصلوا على أي مساعدة إنسانية تخفف من معاناة أطفالهم، لا سيما وأن بينهم أطفال رضع ونساء وشيوخ عجّز.

تأتي أعمال الاقتتال بين الناس والذبح والثأر المخالفة للشرع، وما ينتح عنها من تشريد لقرى كاملة وتهجير أهلها وسط صمت وعدم مبالاة من السلطة وعديد المؤسسات التي تتشدق بحقوق الإنسان ومنع العنف والعمل على "إنصاف المرأة " وتعزيز دورها في المجتمع, وغيرها من الشعارات الفارغة التي تتستر ورائها تلك المؤسسات المشبوهة والمغرضة.

وتلقي معاناة تلك القرية وأهلها الضوء على الدور التخريبي الذي تلعبه تلك المؤسسات التي لا تتحرك إلا ضمن سياسة ممنهجة لإفساد الناس ومحاربة العفة والالتزام بقيم الإسلام وأفكاره، فلم تتحرك جمعيات حقوق المرأة على كثرتها لمساعدة النساء اللاتي دمرت بيوتهن ويفترشن العراء بعد ذلك الشجار، ولم تقم "ورشات عمل" لتمكين تلك النسوة من العودة إلى بيوتهن ،كتلك الورشات التي تقيمها لبث سمومها في أوساط النساء، كما لم يتحرك طابور المحاضرين في مجالات "حقوق المرأة" الذي يسعى حسب قوله إلى "ترسيخ حقوق المرأة والنهوض بها، وتفعيل دور النساء الفلسطينيات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية" فلم يتحرك ذلك الطابور إلى مساعدة تلك النسوة، ولم تتململ مراكز "الديمقراطية" و"إسعاد الطفولة" ولم يحركوا ساكناً لمساعدة أطفال وأهل تلك القرية وغيرهم ممن يعانون من الاقتتال والتشريد.!!

فالمؤسسات التي تتشدق "بحقوق المرأة" وغيرها من المؤسسات تتحرك فقط وفق برامج وضعت لها من قبل المانحين "المستعمرين الكافرين"، لتغريب المرأة ومحاربة أفكار الإسلام، وخلق قضية لا وجود لها أو يبالغون مبالغة شديدة فيها، يدعون فيها أن حقوق المرأة مهضومة في كافة النواحي وأنه يعتدى عليها وعلى حقوقها، فالأموال تغدق على مباريات كرة القدم النسائية وعلى إنشاء فرق رياضية نسائية و فرق الدبكة المختلطة التي تخرج المرأة من بيتها لتركض وترقص أمام الرجال وتختلط بالغرباء وتخلع لباس العفة والطهارة.

 و تمول المشاريع بالملايين لتصب  في محاربة الإسلام وشبابه فمهرجان الرقص الحديث السنوي في رام الله لا يعبأ بأطفال قرية الرشايدة المشردين فرسالة المهرجان تنص على "تعريف الجمهور الفلسطيني على أشكال متنوعة من الرقص المعاصر، وتطوير قدرات العاملين في مجال الرقص في فلسطين"، والإعلام ومعظم البرامج الإذاعية الممولة من "الاتحاد الأوروبي" التي "تعنى بشؤون المرأة والطفل" لا تتحدث إلا عن "الخيانة الزوجية وحرية المرأة في الخروج والعمل دون إذن زوجها، وحريتها في طلب الطلاق وتمكينها  من ذلك وقت ما تشاء، وحرية الفتاة في اختيار ملابسها وتمكينها من الخروج من البيت والتعبير عن شخصيتها" و "تمكين الشابات والشباب للمشاركة بشكل أكثر نشاطا وفعالية في تطوير وتنمية مجتمع ديمقراطي، تسعى لخلق مجتمع أكثر عدالة ومساواة بين الرجل والمرأة في الأدوار القيادية، الذين يعملون سويا لإشراك المرأة في الحياة العامة".!! ، وغيرها من المواضيع والأفكار التي يحارب بها الإسلام وأفكاره، وتلك البرامج الإذاعية والتلفزيونية  لن ترى بحال من الأحوال معاناة تلك النسوة وأطفالهن المشردين في العراء، فلا يدخل ذلك ضمن برامجهم ومخططاتهم التدميرية المفسدة.

فالإفساد والانحلال والتغريب ومحاربة الإسلام بضاعة السلطة وتلك المؤسسات المشبوهة، ومن أجل ذلك تتلقى الأموال والمساعدات، فلا وجود لمساعدة الناس والتخفيف من معاناتهم في برامجهم وأجنداتهم  وإن تشدقوا بذلك وطبلوا وزمروا بشعارات براقة  يستترون ورائها ليخربوا ويدمروا وينشروا الرذيلة والاختلاط والتفلت.

إن تجذر الإسلام وثقافته في أهل فلسطين أوجد وعلى الدوام رجال إصلاح وتقوى ووجهاء يسعون لإصلاح ذات البين وتقديم المساعدة لكل محتاج، وهم من يتحركون ويسارعون للإصلاح وتقديم المساعدة، في ظل غياب وتجاهل كامل لمعاناة الناس من قبل السلطة ومؤسسات "الإفساد" في معظم الأحيان ، ومحاربة و ملاحقة في أحيان كثيرة أخرى عندما يتحرك الوجهاء وأهل الإصلاح لمنع الفساد والانحلال ونهب الأموال، فقد انتفضت السلطة واستنفرت  "أجهزتها ورجالاتها ومؤسساتها" عندما تحرك الوجهاء في وجه المناهج المدرسية المشوهة وفي وجه المباريات النسائية  والمدارس التبشيرية والغلاء وخصخصة شركة الكهرباء.

إن السلطة وتلك المؤسسات المشبوهة وذلك الإعلام المدفوع الأجر، يتلقون الدعم والتمويل فقط لتنفيذ المشاريع الاستعمارية السياسية منها والثقافية، لسلخ فلسطين وأهلها عن كل ما يربطهم بالإسلام وإفساد شباب الأمة ليصبحوا عبيدا للغرب منضبعبن بثقافته الشيطانية، فليحذر أهل فلسطين من تلك المؤسسات وليحاربوا وجودها وليمنعوا تغلغلها في أوساطهم وبين أبنائهم، فقد فضحت الأحداث سياساتهم وكشفت زيف شعاراتهم الكاذبة، وليتكاتف أهل الإصلاح والتقوى ليقدموا النصح والمساعدة ويعملوا على إصلاح ذات البين، فلا مساعدة ولا نصح ولا خير يرجى من السلطة والإعلام الممول والمؤسسات فكلهم مفسدون لا يصلحون.

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ قَالُوَاْ إِنّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلآ إِنّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـَكِن لاّ يَشْعُرُونَ).

 

29-9-2012