تعليق صحفي

الاستعمار والاستهتار بأرواح البشر هو نهج الأمريكان أعداء الأمة

بث موقع "لايفليك.كوم" (Liveleak.com) الالكتروني شريط فيديو يظهر فيه طيار أمريكي يغني أغنية مرحة أثناء توجيهه ضربات جوية استهدفت مجموعة من الفلاحين الأفغان بولاية وردك. وجاء في شرح الفيديو أنه تم تسجيله في 1 سبتمبر/ايلول عام 2009..... ويظهر الفيديو أن اثنين من الرجال المستهدفين حاولوا الفرار بعد الضربة الأولى، وأعاد الطيار ضربهم، لكنه لم يصبهما. وكان الطيار يغني مقطعا من أغنية "اميريكان باي" أثناء مهاجمته الفلاحين.

وللتعليق على هذا الخبر نذكر الأمور التالية:

1.       تؤكد هذه الحادثة، بالإضافة للعديد من الحوادث المشابهة التي وقعت من الجنود الأمريكيين في أفغانستان والعراق، أن السلوك الشائن لهؤلاء الجنود تجاه المسلمين هو سياسة ممنهجة، ولم تكن يوما سلوكاً فردياً منعزلاً، سواء أشرفت عليه المؤسسات الأمريكية الحكومية بصورة مباشرة، أم رعته –بصورة غير مباشرة- عبر تحريضها المستمر على المسلمين وتصويرها لهم بأنهم إرهابيون.

2.       وتظهر هذه الحادثة بشاعة ادعاء أمريكا وحلف الناتو أنها تريد نشر الديمقراطية في افغانستان ودعم شعبها من وراء احتلالها للبلد، فإذا بها تقتل المزارعين وتقصف الأفراح والمآتم وتدنس القرآن الكريم وتهين جثث المسلمين، مما يرسخ الصورة الاستعمارية للدول الغربية وأنها أبعد ما تكون عن دعم الشعوب أو حمايتها أو توفير الأمن لها، فكل الذي يشغلها هو مصالحها ولو على حساب إبادة الناس وقتلهم وتشريدهم وإهانة مقدساتهم.

3.       إن هذه الحوادث تكشف عن جوهر عداء الكفار المستعرين للمسلمين، وإن واجب المسلمين جميعا أن يتخذوا موقف العداء مع من قتلوهم وأهانوا مقدساتهم وانتهكوا أعراضهم واحتلوا بلادهم، دون أن يجزئوا نظرتهم لتلك القوى الاستعمارية أو ينظروا لها نظرات إقليمية ضيقة، فمن يقتل مسلمي أفغانستان لن يكون حريصا على مسلمي مصر أو سوريا او ليبيا او يقف بجانب شعوبها، فكلهم في نظره مسلمون مهدورو الدماء ولا قيمة لهم أمام نفوذ تلك الدول الاستعمارية، ودعم أمريكا –من وراء ستار- للمجرم الأسد ليقتل مسلمي الشام الثائرين على حكمه وتبعيته لتمهيد الطريق أمام مخططاتها الماكرة، شاهد على وحشيتها.

4.       وتؤكد تلك التصرفات الشائنة أن الجنود الأمريكيين وجنود الناتو والدول الغربية عموما لا يتصفون بأية صفة إنسانية، فهم عبارة عن وحوش في جثامين إنس، وكل دعاوى الحريات وحقوق الإنسان التي تتشدق بها الدول الغربية محض هراء وكذب وخداع يراد منه بسط الهيمنة والنفوذ.

5.       إن دماء المسلمين هي أعظم عند الله من هدم الكعبة، وإن المسلمين اليوم أشد حاجة إلى إمام يقاتل من ورائه ويتقى به، إمام يعيد للمسلمين كرامتهم ويجعلهم مرهوبي الجانب فلا تجرؤ دولة على الإساءة إليهم علاوة على قتلهم واحتلال بلادهم وإهانة مقدساتهم، وإن واجب المسلمين أن يغذوا السير نحو إقامة الخلافة التي باتت بشائرها تلوح في الأفق، حتى ينقذوا أنفسهم والعالم أجمع من وحوش الرأسمالية مصاصو الدماء البشرية.

17-7-2012