تعليق صحفي

دعم الأقصى بتحريره لا بترسيخ احتلاله!

بذريعة حمايته من التهويد ودعمه، توالت الزيارات للمسجد الأقصى المبارك من قبل مسؤولين من دول الجوار، ولم يكن آخرهم رئيس جهاز الأمن العام الأردني حسين المجالي، الذي كشف عن زيارته مساء أمس الاثنين للمسجد الأقصى، وحائط البراق، تحت حراسة أمنية مشددة من قبل الشاباك.

وسبق هذه الزيارة، زيارة الأمير غازي بن محمد، الممثل الشخصي والمستشار الخاص لملك الأردن للمسجد الأقصى بصحبة مفتي مصر علي جمعة، وذلك لبحث قضية ترميم جسر باب المغاربة الذي يصل بين حائط البراق والمسجد الأقصى.

وللتعليق على هذه الزيارات نذكر الأمور التالية:

1.       إن دعم الأقصى الذي يئن تحت الاحتلال يكون بتحريره وتخليصه من براثن يهود وتحرير القدس كاملة وبقية فلسطين والقضاء على كيان يهود المحتل، ودول الجوار ومنها الأردن، قادرة على تحقيق ذلك لو وجدت الإرادة السياسية.

2.       إنه لمن العار أن يقوم رئيس جهاز أمن بزيارة القدس ومسجدها الأقصى تحت حراسة جيش يهود، فبدل أن يلتقي بهؤلاء في ميادين الوغى، تراه مرتمياً في أحضانهم، يدخل المسجد بحمايتهم ولا يجد غضاضة في ذلك، فكيف بمثل هذه الزيارة أن تدعم المسجد الأقصى وأن تؤكد إسلاميته؟!

3.       إن هذه الزيارة التي تتم تحت مبررات واهية ترسخ احتلال يهود للمسجد الأقصى وللقدس وفلسطين كاملة، ولعل في زيارة الأمير غازي وبحثه لقضية جسر المغاربة –وفق ما نشرته وسائل الإعلام- دليل على أن هذه الأنظمة ترسخ احتلال يهود للمسجد الأقصى وتدخل معه في تفريعات وقضايا إدارية.

4.       إن ترويج السلطة لمثل هذه الزيارات أمر غير مستهجن، فهي مردت على موالاة يهود وهي تحمل لواء التطبيع معه، وهي وبقية الأنظمة سعت "لتشريع" التطبيع فيما يسمى بمبادرة السلام العربية، فالسلطة في هذا الترويج تؤكد هويتها، وتغنّيها بالقدس ومقدساتها كذب وتضليل، ولن يظهرها ذلك بالحرص على فلسطين ومقدسات المسلمين وهي التي فرّطت بها عبر اتفاقيات العار التي وقعتها مع يهود.

5.       إن واجب العلماء وجميع الغيورين على المسجد الاقصى أن يحرّضوا المسلمين على القتال لتحرير مسرى رسول الله. كما على جيوش المسلمين التحرك الفعلي لنصرة المسجد الأقصى وتحريره، والاستمرار في التقصير بذلك أثم عظيم.

6.       إن هذه التصرفات باتت مفضوحة ولا تنطلي على عامة المسلمين، ويدرك المسلمون أن أنظمة الضرار والسلطة قد فرّطت بفلسطين وقدمتها لقمة سائغة ليهود، والأمة اليوم تتطلع لامتلاك زمام أمرها واستعادة سلطانها المغصوب، وقريباً –بإذن الله- ستسير بجيوشها الجرارة نحو فلسطين فتحررها. وفي هتافات وخلجات الثائرين بالقدس وفلسطين في ميادين التحرير في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن رسالة لكل غافل.

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)

 

24-4-2012