تعليق صحفي

"دولةٌ!" يحرص على بناء مؤسساتها البنك الدولي لهي شرٌ مستطير!!

 

في تقرير للبنك الدولي حظيت اجراءات السلطة الضريبية بالثناء من قبل معدّي التقرير، حيث اعتبروا جهود السلطة في هذا المضمار جهوداً مهمة. فهي ترمي إلى تحسين مستوى تحصيل الإيرادات المحلية وخفض الإنفاق. وحمل التقرير "اسرائيل" مسؤولية العجز المتفاقم في موازنه السلطة الفلسطينية بسبب القيود التي تفرضها فضلا عن تراجع حجم المساعدات الدولية المقدمة للفلسطينيين. وحذّر التقرير من تعريض مشروع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية للخطر!

 

وللتعليق على هذا الخبر نذكر الأمور التالية:

 

1.       إن دولة تَبني أسسها على المساعدات والمنح المالية الملوثة من الدول الاستعمارية وما يمنّ به كيان يهود، لا يمكن إلا أن تكون تابعة وأداة طيعة بيد هؤلاء، فمن يأكل من مال السلطان يضرب بعصاته.(وفق تعبيرات السلطة).

2.       إن مسلسل التضليل حول إقامة الدولة عبر بناء المؤسسات والمرافق العامة ما عاد يلقى رواجاً بين أوساط أهل فلسطين الذين تكشفت أمامهم مشاريع السلطة التفريطية على المسار السياسي وجرائمها في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.

3.       إن الدول التي كانت تمنّي السلطة بالدعم المالي نكصت على أعقابها، فها هي تترك السلطة دون أن تمدّها بالأموال وتطالبها بتحسين جباياتها الداخلية عبر زيادة الضرائب ونهب أموال الناس، مما سيضع السلطة في مجابهة مباشرة مع الناس لا تدرك السلطة عواقبها.

ولو أدرك قادة السلطة ما يحمله نكث المستعمرين بوعودهم، واتعظوا بما يحصل في دول الجوار، لأيقنوا بأن تلك الدول الاستعمارية ستلقي بهم إلى مزابل التاريخ اذا اقتضت مصالحها ذلك. ولكنهم لا يعقلون!

4.       إن أهمية السلطة واهتمام البنك الدولي "ببناء" مؤسساتها وتمهيد الطريق أمامها لإقامة "الدولة العتيدة" ينبع من المهام القذرة التي تضطلع بها وخدمتها للأجندات الغربية الاستعمارية وحمايتها لأمن يهود. وهو عين السبب الذي يجعل من حل السلطة تهديداً مباشراً ليهود، الأمر الذي يكثر قادة السلطة التلويح به في الآونة الأخيرة.

إن المرحلة التاريخية التي تمر بها الأمة والتغييرات التي تحدث ودنو امتلاك الأمة لزمام أمرها ودنو إقامتها للخلافة التي ستقضي على النفوذ الغربي وتخلص بلاد المسلمين من الطغاة وتحرر فلسطين،  تنذر كل من تلاعب بقضايا المسلمين وفرّط بمقدساتهم وأرضهم بالويل والثبور، لكن التجارب في ليبيا ومصر وتونس أثبتت أن زمرة الحكام لا يستوعبون الدرس بل يستمرون في غيهم حتى آخر المطاف.

فهل تستوعب السلطة الدرس، فتعتذر لأهل فلسطين عمّا اقترفته من جرائم وتعيد قضيتهم لحضن الأمة الإسلامية، أم تكون من الذين لا يتعظون؟

  15-3-2012