تعليق صحفي

حضن الأمة الإسلامية ودولة الإسلام القادمة خيرٌ لنصارى الشرق من الغرب وفكره

لقد جاءت تصريحات المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس التي رد فيها على مطالبة عدد من المسئولين في الفترة الاخيرة في الغرب بحماية الأقليات في الدول العربية في ظل ما يحدث في المنطقة من تغيرات وتحولات في بعض الدول، والتي رفض فيها "رفضا قاطعا ومطلقا بأن يُنعتَ المسيحيون في المشرق العربي على أنهم أقليات تحتاج لحماية". جاءت تصريحاته تلك على نحو عكست حالة الوعي التي تتنامى عند شعوب المنطقة، مسلمين وغير مسلمين، وهو ما يبشر بأنّ نجم الغرب والرأسمالية إلى أفول قريب؛

حيث قال حنا: "نحن ننظر إلى طرح مسألة الحماية بكثير من الشك لأننا لا نثق بالغرب الذي في كثير من الأحيان كان يستغل مسألة حماية المسيحيين لتمرير مشاريعه وأطماعه في هذه المنطقة العربية"، ومؤكدا على رفضه "أن نستغل من أي جهة غربية في هذا العالم لتمرير مشاريع ومخططات لا تنصب في مصلحة أمتنا العربية وشعوبنا في هذه المنطقة".

وهو وإن أخطأ الوجهة حينما قال "وإننا كمسيحيين عرب مشرقين نرى أننا جزء من هذه الأمة وما نريده ونتمناه هو أن تكون الدولة المدنية الديمقراطية التي تصون حقوق الانسان وكرامته أيا كان دينه أو مذهبه" باعتبار الدولة المدنية الديمقراطية هي الوجه الآخر للأنظمة القمعية التابعة للغرب. إلا أنّ ذلك لا يقدح في وعيه على مخططات الغرب الذي يسعى لتحقيق مصالحه بأي طريقة متاحة لديه، حتى ولو استعمل أبناء دينه وقومه وقودا لمعركته.

ونحن بدورنا نؤكد على صحة تخوفه من الغرب ومخططاته، وهو ما أثبته تاريخ وحاضر الغرب الذي أجرم بحق أهل المنطقة، مسلمين ونصارى الشرق، ونؤكد للمطران ولأبناء دينه بأنّ حضن الأمة الإسلامية ودولة الإسلام القادمة خيرٌ لهم من الغرب والحكام المجرمين، فلولا الإسلام العادل ودولته لما بقي في بلاد الشرق نصرانيا، فالإسلام هو من حفظهم ورعاهم طيلة ثلاثة عشر قرنا من الزمان، يوم كان للمسلمين دولة وإمام، وهو الإسلام نفسه ودولته التي ستحفظهم وترعاهم حينما تُقام دولة الإسلام قريبا بإذن الله، وذلك بالحق والعدل فلهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف. أما الغرب وفكره العلماني والديمقراطي ومن المدني فهو الشر المستطير.

11/3/2012