تعليق صحفي

"أم الرسائل " إصرار على التنازل والتفريط، وانسلاخ عن الأمة وتطلعاتها!!!

تناقلت وسائل الإعلام خبر رسالة منتظرة من رئيس السلطة محمود عباس إلى رئيس وزراء كيان يهود، "يحدد فيها الرؤية الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين وإنهاء الصراع"، وحسب بعض المسؤولين الفلسطينيين فإن الرسالة "تحدد الشروط لإعادة عملية السلام وهي: قبول الحكومة الاسرائيلية بمبدأ الدولتيين على حدود 1967، مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي متساو بالقيمة والمثل، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، والإفراج عن المعتقلين خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994".

بـ"أم الرسائل" تلك تبعث السلطة الفلسطينية آخر رسائلها للأمة الإسلامية، وتعلن وبوضوح انسلاخها عن آمال الأمة وتطلعاتها وهتاف ابنائها في ميادين التحرير في بلاد المسلمين المنتفضة، والتي تتنسم عبق التغيير والانعتاق من الأنظمة العميلة التي أسلمت فلسطين لقمة سائغة ليهود، وضيّعت مسرى الرسول عليه السلام لعقود. فالأمة وبشبابها الثائرين هتفت بما يختلج في نفوس المسلمين جميعاً، من تطلعٍ وشوقٍ وحرقةٍ لتحرير فلسطين كاملة غير منقوصة وتطهير المسجد الأقصى، فباتت تتحفز للانقضاض على الأنظمة المهترئة لتستعيد سلطانها وتعيد أمجادها، فتواصل المسير لتحرير الأقصى الأسير.

فبدل أن تتوجه السلطة الفلسطينية وأمها منظمة التحرير في هذه اللحظات التاريخية والأجواء التغييرية إلى الأمة الإسلامية فتعتذر عمّا اقترفته من جرائم بحق فلسطين وأهلها، وترفع يدها عن هذه القضية التي اغتصبت تمثيل أهلها، وتترك القضية للمسلمين وتضم صوتها لنداء أهل فلسطين لأهل القوة والمنعة في المسلمين لتطلب منهم تحريك الجيوش لاقتلاع هذا الكيان الهش من أرض الاسراء والمعراج مرة واحدة وإلى الأبد، بدل ذلك التوجه الحقيقي والجدّي والمنتج والبعيد عن مخططات وكيد المستعمرين...تتوجه السلطة إلى كيان يهود "بأمّ الرسائل" في اصرار واضح على التزام منهج التفريط والتنازل عن الأرض المباركة لكيان يهود.

وبتلك الرسالة تجدد السلطة تأكيدها على حقيقة كونها أداة طيعة للغرب الكافر في تنفيذ خططه لتثبيت كيان يهود واعطائه الشرعية الدولية والسهر على حمايته، وانسلاخها التام عن رؤية الأمة الإسلامية لإنهاء الصراع، تلك الرؤية التي لا وجود فيها لكيان يهود  حتى يراسل أو تقتسم معه الأرض المباركة، فرؤية الأمة واضحة وبسيطة متمثلة بتحرير الأرض المباركة واستعادة المقدسات...رؤية لا تحتاج الى رسائل أو كثير كلام، رؤية يكفي ذكر اسم صلاح الدين حتى تتذكر الأمة طريقة التحرير وتتحفز لرفع راية العقاب على اسوار القدس .

5-3-2012