تعليق صحفي

الأرض المباركة والمقدسات حقل تجارب لدى السلطة! ساء ما يحكمون

 صرح وزير خارجية السلطة رياض المالكي بخصوص إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تصحيح مسار المفاوضات وهل ذلك يعني أنها كانت في الاتجاه الخاطئ بالقول "لا يمكن تقييم أي شيء قبل تجربته وإلا كان الأمر نظريا وبالتالي كان من الضروري خوض تجربة، جاء ذلك نتيجة لقناعة دولية بحتمية المرور عبر المفاوضات المباشرة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية بجوار الدولة العبرية". وأضاف "اليوم لا بد من تقييم التجربة بعد مرور عشرين سنة، حيث أصبحت لدينا قناعة أنه لا بد من المفاوضات لكن مع تغيير في نمطية وكيفية التفاوض".

تعكس هذه التصريحات التي لا تخلو في تفاصيلها من الاضطراب والتناقض بسبب عدم امتلاك السلطة لأية بدائل عن المفاوضات المخزية، استهانة السلطة ومنظمة التحرير وأزلامها بقضية فلسطين ومقدساتها وبأرواح الشهداء وأنات الجرحى ومعاناة الأسرى، فالأرض المباركة مسرى رسول الله وقبلة المسلمين الأولى والتي يراق لأجل الدفاع عنها الدماء، وتبذل في سبيل تحريرها وردها لديار المسلمين المهج والغالي والنفيس، يتحدث عنها المالكي وأشباهه كحقل تجارب، خاضت المنظمة ووليدتها المسخ السلطة تجربة المفاوضات المخزية طوال عشرين عاماً لتنظر في جدوى هذه المفاوضات من عدمها!!.

إنّ من الغريب أنّ السلطة والمنظمة وأزلامها لا يتعلمون الدرس مع تكراره، فالمالكي الذي يطالب الرباعية بإعلان فشلها يخلص من تجربة عشرين عاماً إلى أنّه لا بد من المفاوضات مع تغيير نمطها!، وهي نتيجة محتومة لمن لا يملك أية بدائل سوى الخضوع للإملاءات والرضوخ للرغبات الغربية واليهودية. وقبول الوفد الفلسطيني لقاء نظيره اليهودي الأربعاء المقبل في عمان ضمن اجتماع الرباعية -التي يطالب المالكي بأن تعلن فشلها- خير دليل على مدى تهاوي السلطة ومشروعها.

إنّ المنظمة ووليدتها المسخ السلطة وأزلامهما لا يوجد لديهم أية خطوط حمراء أو ثوابت، فالتفريط بالأرض المباركة وإسباغ الشرعية على كيان يهود والترويج للتطبيع معه هي بضاعتهم الرائجة التي وجدوا من أجلها ويديموا عرضها على أسواق واشنطن ولندن وباريس وكيان يهود، وما حديثهم عن معاناة أهل فلسطين وعن الأسرى والقدس سوى أضاليل وخداع للرأي العام.

إنّ على أهل فلسطين أن يرفعوا الغطاء عن هذه المنظمة والسلطة وأزلامهما الذين يدعون تمثيل أهل فلسطين، وأن يعلنوها على رؤوس الأشهاد أنهم برآء منهم ومما يأفكون، وأن يطالبوا جيوش المسلمين بالقيام بواجبهم تجاه فلسطين وأهلها، وإن يوماً ستتحرك فيه جحافل المسلمين نحو فلسطين لتحريرها وتخليصها من احتلال يهود وعبث السلطة بات قريباً بإذن الله، ولات حين مناص.

2-1-2012