تعليق صحفي

السلطة تصر على لعب دور العرّاب لأمريكا ويهود

 قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنّ  "مفتاح السياسة والعلاقات الطيبة في الشرق الأوسط هو عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل والتي يأتي بعدها علاقات بين إسرائيل وكل البلدان العربية والإسلامية حسب خطة خارطة الطريق".

إنّ تصريحات عباس هذه تؤكد لكل من بقي على عينيه غشاوة، وانساق وراء الأكاذيب التي تطلقها السلطة وأزلامها حول ما يُسمى بالمشروع الوطني وإقامة الدولة "العتيدة!"، أنّ هذه الشعارات محض ألهيات وأنها على أبعد تقدير غطاء مفضوح للغرض الحقيقي الذي أنشئت لأجله السلطة.

فالتطبيع، وحماية أمن يهود، وتنفيذ المخططات الاستعمارية، هي الأهداف الحقيقية التي تقف خلف إنشاء الغرب ويهود للسلطة، وإلا فما مصلحة السلطة بأن تروج للهدوء في المنطقة وتعتبر ما يُسمى بعملية السلام مفتاحاً لذلك؟! وما يضيرها لو يقلب أهل المنطقة ظهر المجن لأمريكا والغرب ويطهروا منطقتهم من النفوذ الغربي الاستعماري ويحرروا أرضهم المباركة من رجس يهود؟!، أم أنّ هدف السلطة ووظيفتها هو دمج يهود في المنطقة وحراسة كيانهم والعمل على"إنهاء عذاباتهم"؟!

إنّ السلطة في زمن الثورات لا تملك من الأوراق ما تغطي بها سوءتها، وما عادت أعمالها "البهلوانية" التي تسعى لتضليل الناس بها كعضويتها في منظمة اليونسكو وطلبها الانضمام للأمم المتحدة تنطلي على الكثير، فالزمن الذي نعيشه هو زمن الانعتاق من الهيمنة الاستعمارية والثورة عليها، لا زمن التبعية وتقديم الخدمات للمستعمر.

فالسلطة التي مردت على الارتماء في أحضان المستعمرين ويهود وأقامت بنيانها على الأموال الأوروبية والأمريكية الملوثة لا يمكن أن تمثل أهل فلسطين أو تطلعاتهم، بل تمثل سياسة المنشئين والراعين والممولين لها من دول الغرب الكافر، وإنّ أهل فلسطين كما هم المسلمون جميعاً برآء منها ومن تفريطها بأرض فلسطين.

إنّ أهل فلسطين والمسلمين جميعاً باتوا يتطلعون لتحرير فلسطين كاملة قريباً، والقضاء على كيان يهود وتخليص المنطقة من شروره، وهو أمر يبدو أنّ زمرة السلطة لن تستطيع فهمه أو استيعابه قبل أن يفوتها القطار!!

15-12-2011