تعليق صحفي

الأمة تتحفز لتحرير فلسطين، وشيخ الأزهر ما زال على عهده القديم في الشجب والاستنكار!

 حذر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب الأحد، "إسرائيل" والقوى التي تدعمها من تداعيات استمرار مشروعات تهويد القدس و طرد سكانها الأصليين التي تهدد المنطقة والعالم أجمع. وقال شيخ الازهر في بيان صحفي أنّ تهويد القدس والعدوان على معالم الحرم القدسي الشريف "خط أحمر"، مشددا على أنّ القدس ليست مجرد أرض محتلة وإنما أرض حرم إسلامي ومسيحي مقدس وقضيتها ليست فقط قضية وطنية فلسطينية أو قومية عربية بل قضية اسلامية عقائدية..... منبها إلى أن هذا يمثل خرقا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية...

إنّ تهويد القدس وفلسطين كاملة علاوة على احتلالها أمرٌ عظيمٌ مستنكر، وهو جرمٌ يقترفه كيان يهود دون توقف منذ أكثر من ستين عاماً، والثابت الواضح أنّ تصريحات الشجب والاستنكار لم توقفه يوماً أو تَحُدَ من نشاطه، بل إنّ كيان يهود كلما وجد ردة فعل مستكينة أو مجرد موقف إعلامي لتبرير عدم التحرك الجاد كلما سدر في غيه وازداد في طغيانه وجرائمه.

إنّ الجدير بشيخ الأزهر، وهو في منصب يفترض فيه أن يكون قّيّماً على الحكام وموجهاً لهم وللأمة، أن يطالب الجيوش بالتحرك لتلقين يهود درساً ينسيهم وساوس الشيطان، لا أن يعتبر جرائم يهود مجرد خرقٍ للاتفاقيات والأعراف الدولية التي شرّعت وجود هذا الكيان الغاصب، فتحرير فلسطين وتخليصها من براثن يهود أمر يسير على أمة تربو على المليار والنصف وعلى جيوش مصر الكنانة أو الشام أو الأردن إن هم عزموا على ذلك.

ومن ثم من ذا الذي فرّق بين أرض محتلة وأخرى، من ذا الذي فرّق بين القدس وعكا، بين القدس ونابلس، بل بين القدس غربيها وشرقيها، هل هو وحي السماء أم قرارات مجلس الأمن الجائرة والمشاريع الدولية التي قسمت فلسطين لمحتل عام 1948م ومحتل عام 1967م؟! ألم يبارك الله في المسجد الأقصى وما حوله؟ إنّ التفريق بين محتل وآخر من أرض فلسطين هو فكرة وطنية تضليلية تخدم مشروع أمريكا في المنطقة "مشروع الدولة الفلسطينية".

إنّ شيخ الأزهر في تصريحاته هذه، والتي كثرت في الآونة الأخيرة، لا زال يعزف على سيمفونية النظام البائد في الشجب والاستنكار واللحن على وتر القوانين الدولية، وكأن شيخ الأزهر لم يفقه تحولات الأمة التي باتت تتحفز للتحرك لتحرير فلسطين عقب تخلصها من الأنظمة الجبرية بصورة نهائية!، وكأن شيخ الأزهر لم يدرك ما أدركه قادة كيان يهود من أن التغيير في المنطقة سيقضي على كيانهم! فيأتي ليتحدث عن مخالفة القوانين الدولية ويوجه نداء "لعقلاء يهود"!!

إنّ الحقيقة الساطعة يا شيخ الأزهر أنّ ثوار ليبيا هتفوا للقدس ولفلسطين حال دخولهم طرابلس فهي لم تفارق وجدانهم، كما أنّ ثوار الكنانة هتفوا بشعار "ع القدس رايحين شهداء بالملايين" ولو كنت أنت على رأسهم وسرت بهم لساروا ولو عزلاً نحو فلسطين ليقاتلوا يهود ولو بأيديهم، كما أنّ ثوار سوريا يتطلعون شوقاً للتخلص من النظام الذي حمى يهود لعقود ويتطلعون للجهاد في سبيل الله لتحرير الأرض المباركة، ومثلهم ثوار تونس واليمن وبقية المسلمين في العالم، فاعلم أنّ أمة تقرأ سورة الأسراء وتنبض بالإسلام ما حيت ستسير بجحافلها زحفاً نحو فلسطين لتحررها قريباً بإذن الله، فهل تكون من الآن داعياً للفتح المبين محرضاً على إنجازه أم تبقى ضمن جوقة المتخاذلين الراضخين لمبررات القوانين الدولية والمتغيرات السياسية والخادمين للأنظمة التابعة؟

21-11-2011م