تعليق صحفي
في مفارقة عجيبة، يهود يهددون بقطع العلاقات ووقف التعاون مع قطر!!
نقلاً عن صحيفة القدس العربي، كشفت صحيفة 'معاريف' العبريّة في عددها الصادر الخميس الماضي النقاب عن أنّ حكومة بنيامين نتنياهو غاضبة جداً من المساعدة القطرية للإعلان عن الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدّة في الشهر القادم. وأوضحت الصحيفة أنّ الحكومة "الإسرائيليّة" قامت بإعداد سلسلة من الخطوات التي وُصفت بالحادة ضد قطر، تبدأ بقطع العلاقات وتصل حتى وقف أي نشاط لقطر في "إسرائيل" أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
فسواء أكانت الخطوات التي تحدث عنها التقرير المُسرب خطوات حقيقية أم مجرد مناكفة ناعمة يمارسها كيان يهود مع قطر، إلا أنّه يعكس مدى ما وصل إليه الحكام باعترافهم -الرسمي وغير الرسمي- بكيان يهود، بل وبتهافتهم لتوطيد العلاقة معه وحرصهم على التطبيع المشين معه بحيث جعل منهم أذلاء، مما دعا هذا الكيان الغاصب في مفارقة عجيبة أن يهدد هو بقطع العلاقات ووقف التعاون مع قطر بعد أن كانت أقصى أمانيه أن يجد من يطبع معه!!.
لقد وصلت المهانة بحكام قطر أن يلهثوا خلف هذا الكيان المحتل ويسعوا هم لإعادة فتح ممثلية كيان يهود في الدوحة لقاء تخفيف الحصار عن غزة أو السماح لقطر بالمشاركة في إعمارها.
أن يلهث حكام قطر خلف من يحتل فلسطين ويدنس مقدساتها ويرتكب المجازر بحق أهلها للتطبيع معه أمر غير مقبول على الإطلاق، فدولة كقطر، وهي جزء من الأمة الإسلامية التي لا يُقبل منها أن تضفي الشرعية على المحتل الغاصب تحت أي ظرف كان.
إنّ التذرع بإعمار غزة أو تخفيف الحصار كثمن للتطبيع، منطق لا يمكن أن يقبله من كان لديه أدنى الثوابت الإسلامية علاوة على أن يتصف بعزة المؤمنين ورفضهم للذل والضيم، فأي منطق هذا الذي يجعل الرضا باحتلال الأرض المباركة وتطبيع العلاقات معه ثمناً لإعمار البيوت أو تخفيف الحصار أو إدخال المساعدات المالية لأهل غزة؟! ألم يسترخص أهل غزة أرواحهم وأموالهم في سبيل تحرير الأرض المباركة والقضاء على كيان يهود؟! فهل يريد حكام قطر أن يسوقوا للتفريط والتنازل تحت غطاء المساعدات المالية وإعمار غزة؟!
إنّ الحكام باقترافهم جريمة التطبيع وحرصهم على دوام العلاقات مع كيان يهود واعتمادهم للمبادرة العربية المذلة وتبنيهم للسلام مع المحتل كخيار استراتيجي، قد جعلوا من أنفسهم أضحوكة للعالم ومحل سخرية، وقد أغروا فينا أعداءنا مما أدى إلى قلب الموازين، فبات المنبوذ المحتل يهدد بقطع العلاقات.
إنّ الشعوب اليوم في زمن الثورات، زمن استعادتها لزمام أمرها وانعتاقها من ربقة الحكام الأقنان، وقد باتت تتطلع إلى تحرير فلسطين واستعادة كرامتها، وقد تخطت الحكام ومنطقهم المتخاذل منذ زمن، وإن الأمة ماضية قدماً نحو عزتها باقتلاع هذه الأنظمة وإسقاط الحكام وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على أنقاضها وستسير حتماً نحو فلسطين لتحررها وتقضي على كيان يهود وتلقنهم دروساً في العزة والكرامة. وإنّ غداً لناظره قريب.
28-8-2011م