تعليق صحفي

الرد على عنجهية يهود وعدوانهم هو بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد وتحرير فلسطين

ثلاثة جنود مصريين و15 شهيداً و40 جريحا في غزة هي حصيلة عدوان كيان يهود حتى اللحظة عقب عملية إيلات البطولية، ولا زال رئيس وزراء يهود "نتنياهو" يهدد بالمزيد من العمليات، ولا زال طيرانه يحوم فوق غزة، يقصف ويدمر، معتبراً ما اقترفه جيشه من اغتيالات وقصف للمدنيين العزل هو البداية فقط، وفق ما ورد من أنباء على وكالة معا.

وعلى صعيد الرد المصري، فلا زال حكام مصر الجدد يعيشون مرحلة ما قبل الثورة، حيث لم يخرج رد الفعل الرسمي عن الشجب والاستنكار والاحتجاج والمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق، بينما تطور الرد الفعل الشعبي وتجسد بمظاهرات عارمة أمام السفارة "الإسرائيلية" تطالب بطرد السفير والغاء اتفاقية كامب ديفيد.

وإزاء تطور الأحداث الأخيرة لا بد من الوقوف على الأمور التالية:

  1. إنّ عملية إيلات التي رسخت خرافة التفوق العسكري لكيان يهود وأظهرت هشاشة هذا الكيان، هي عملية مشروعة ضد كيان مغتصب للأرض، يستحل الدماء وقتل المدنيين العزل بحجة وبغير حجة، لذا فلا يصح الاستحياء أو التنصل منها، كما لا يصح تسخيرها لتحقيق مآرب سياسية ترمي إلى ضبط الحدود مع هذا الكيان الغاصب بما يكفل له الأمن والاستقرار.

 

  1. إنّ مطالبة حكام مصر الجدد بتشكيل لجنة تحقيق واكتفاءهم بالاحتجاج على جرائم هذا الكيان الذي لا يحفظ عهداً ولا اتفاقية هو الذل بعينه، وهي سياسة الخنوع لهذا الكيان التي مارسها النظام المصري البائد بالرغم من قدرته التامة على تلقين هذا الكيان أقسى الدروس.

 

  1. إنّ على حكام مصر الجدد أن يعوا دروس الثورة وأن يدركوا أنّ أحد أسبابها الرئيسة كانت خنوع النظام البائد أمام يهود وخذلانه لأهل فلسطين، وأنّ تحرك أهل مصر أمام السفارة "الإسرائيلية" مجرد مؤشر لما يمكن أن يعصف بهم إن هم استمروا في سياسة الخنوع لهذا الكيان الغاصب.

 

 

  1. إنّ الرد الحقيقي على هذا الاعتداء اليهودي على الجنود المصريين وعلى جرائمهم بحق أهل غزة العزل وعلى تهديداتهم المتكررة يكون بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد الخيانية وباجتياز الحدود لتصل القوات المصرية إلى سيناء أولاً ومنها إلى غزة ومنها إلى فلسطين كافة فتحررها من رجس يهود وتستأصل كيانهم من جذوره.

 

  1. إنّ عملية إيلات تؤكد مرة أخرى أنّ بمقدور أفراد أن يهزوا هذا الكيان الكرتوني المسمى "إسرائيل" فكيف بالجيش المصري، أبطال اكتوبر، عابري خط بارلييف، كيف بجند الكنانة أحفاد عمرو بن العاص، وببقية جيوش الدول المجاورة، إنّ بمقدورهم أن يلقنوا هذا الكيان دروساً بالغة بل أن يقضوا عليه قضاءً مبرما.

 

  1. كما أكدت هذه العملية أنّ حدود كيان يهود هي حدود هشة لا تُحمى إلا بحراسة الأنظمة المحيطة بهذا الكيان إحاطة السوار بالمعصم، والتي تحرص على أمن يهود أشد من حرصها على شعوبها، ولعل ما رشح عن التعاون الاستخباراتي بين الأردن وكيان يهود في هذه العملية خير مثال على ذلك.

 

إنّ ما لم تدركه الأنظمة العربية وكيان يهود بعد، أنّ الأمة الإسلامية قبل الثورات هي غيرها بعد الثورات، وأنّ ردود أفعالها هي خارج حساباتهم ومخططاتهم، وأنّ الأمة اليوم تشربت مفاهيم العزة ولن تقبل بالخنوع لهذا الكيان من جديد ولن تسكت دهراً على اعتدائه على أهل فلسطين واحتلاله لمسرى النبي الكريم، ولقد اقتربت ساعة الحسم حين تمتلك الأمة زمام أمرها وتقضي على فلول الأنظمة التابعة للاستعمار وتقيم الخلافة وتسير نحو فلسطين فتحررها وتعيدها لحياض المسلمين.

 

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)

 

 20-8-2011م