تعليق صحفي
حكام مصر يواصلون موالاة يهود والتواطؤ معهم على أهل فلسطين
تناقلت وكالات الأنباءأخبار زيارة مسئولين في كيان يهود إلى مصر من أمثال عاموس جلعاد، رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في كيان يهود، وذكرت وكالات خبر استعداد شركة الطيران "الإسرائيلية" العال لاستئناف رحلاتها بين تل أبيب والقاهرة بعد توقف دام لمدة خمسة أشهر ابتدأت بثورة 25 يناير. ولا يزال سائحو يهود يتدفقون على الأماكن السياحية في منطقة طابا بالآلاف كما كان الحال في عهد المخلوع مبارك، وأما الغاز فما زالت الحكومة المصرية مصرة على تزويد يهود به وبأبخس الأثمان على الرغم منتكرار تعرض خط الإمداد لهجمات تفجيرية.
وفي المقابل ما زالت مصر تشارك في حصار غزة وتضيق على أهله في السفر باتجاه مصر بتحديد عدد المسافرين من قطاع غزة بأعداد يسيرة وبشكل انتقائي، ولا تساهم في التخفيف من معاناة أهل غزة بأي شكل من أشكال الإمداد أو المعونة.
واللافت للنظر أنّ كل هذا يحدث من جانب حكام مصر وكأن شيئا لم يحدث في مصر، وكأن مبارك ما زال هو الحاكم، والنظام ما زال على ما هو عليه، والثورة لم تحدث ؟!!
فلقد تميز النظام المصري في عهد مبارك بخيانته لله ولرسوله وللمؤمنين وكان من أبرز معالم هذه الخيانة تواطؤه مع كيان يهود على أهل فلسطين وعلى أهل غزة خصوصا، وإقامته العلاقات الحميمة مع كيان يهود وتشبثه باتفاقيات السلام المهينة.
وبعد أن سقط مبارك ما زالت اتفاقيات السلام قائمة ويحافظ عليها حكام مصر الجدد، ومازال التواطؤ مع كيان يهود على أهل غزة ماثلا للعيان، وهو ما يدلل على أنّ ما حدث لغاية الآن في مصر لا يعدو تغييرات شكلية وتبديلات في الوجوه.
فهل من المعقول أن تبقى مصر، البلد الإسلامي الكبير الذي ثار أهله على الظلم والفساد وقدموا المهج والأرواح من أجل مصر جديدة، أن تبقى تقدم الخدمات الجليلة ليهود، في الوقت الذي تضيق فيه على أهل غزة؟!!
إنّ على جنود مصر البواسل أن يعلموا يقينا أنّ بيدهم أن يكونوا أنصاراً للأمة ولقضاياها، كما سبق وكان لهم الدور الكبير في تحطيم التتار والصليبيين وأعداء الدين، ولا يصح منهم أن يروا قادتهم مستمرون في التبعية لأمريكا وخدمة ربيبتها كيان يهود، وهم عنهم ساكتون.

كما أنّه على أهل مصر وثوارها أن يضغطوا على المجلس العسكري كي يبعد السياسيين الموالين لأمريكا والموالين لكيان يهود، ولكي يمنع حكام مصر الجدد عن مواصلة التطبيع مع العدو الغاصب وعن الاستمرار في تقديم الخدمات الجليلة له.

فالأصل في مصر أن تكون نصيرة للمسلمين ولأهل فلسطين وخصما لدودا ليهود ولأمريكا، هذا فضلا عن ما يجب على أهل مصر من العمل على تحويل مصر إلى دولة إسلامية، تحكم بكتاب الله وسنة نبيه، لتكون بؤرة ارتكاز نحو تأسيس خلافة راشدة على منهاج النبوة.
9/8/2011