تعليق صحفي
الغنوشي يرضي الغرب بالتنصل من أحكام الإسلام!!
في تصريحات صادمة للمسلمين عموما وأهل تونس خصوصا، جاءت تصريحات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس والتي تجرأ فيها على أحكام الله القطعية، لا سيما فيما يتعلق بالسماح بالخمور أو بلباس المرأة المتعري على الشواطئ.
فقد صرح الغنوشي لصحيفة تايمز كما نقل موقع الجزيرة نت بأن حركته لا تنوي منع الخمور ولا منع لباس التعري "بكيني" في حالة وصولهم إلى الحكم، بل إنه قد زاد عليه بالقول والإعجاب بالنموذج البريطاني قائلاً: "لقد عمّقتْ (بريطانيا) لدي اعتقادي بالديمقراطية والحرية ودولة القانون، وكنت دائما متأثراً بمبدأ قبول الآخر والنموذج المتنوع في مدينة لندن بسكانها المختلفين، فهذا نموذج يجب الاعتزاز به".
إن ما يطرحه الغنوشي لعب ولهو في أحكام الله ومس بعقيدة المسلمين وهو من المحسوبين على قيادات الحركات الإسلامية!، ولكن يبدو أن انضباع الغنوشي بالغرب ومحاولته استرضائه عبر هذه التصريحات والمواقف قد جعلت منه أعجوبة تتعرى كل يوم من أجل إرضاء هذا الغرب المعجب به الغنوشي وبنموذجه في التعايش كما في لندن!.
لقد عميت بصيرة بعض الواقعيين من أمثال الغنوشي فأصبح لا يرى دينه الإسلام إلا من خلال النماذج الغربية، التي يبدو أن طول إقامته في بلادها قد أثرت على دماغه فأصبح لا يعقل إلا إسلاماً يرضي الغرب عنه بدلاً من الإسلام الحق القائم على إرضاء الله، وكأن الغنوشي لا يعلم أن الإسلام طُبق على مدار ثلاثة عشر قرنا وكان هو النموذج المميز الراقي الصالح للعيش، وكانت دولته "الخلافة" هي ميزان العدل والحق في الأرض.
لقد برر الغنوشي مسألة لباس التعري بقوله: "إن قوى السوق في تركيا تقود إلى نماذج مختلفة من الفنادق وبالتالي إلى أنواع مختلفة من النزلاء." أي أن قوى السوق هي التي تحدد نماذج العري ودرجاته في نظر الغنوشي، وبذلك فإنه يقبل بالتعري والبغاء والخمور وغيرها إن فرضتها قوى السوق تلك!.
فهل قوى السوق تعد دليلاً شرعياً عند الغنوشي؟!، وهل زيارته للمناطق السياحية ومناطق التعري التي أشاعها النظام في عهدي المجرمين بورقيبة وبن علي، أتت للغنوشي بوحي جديد يُحل له الحرام!.
وإن كان الغنوشي في حالة استلامه هو وحركته الحكم لا يريد تطبيق الإسلام ولا أحكامه، فلماذا يسعى الغنوشي للحكم أو يروج لدخول حزبه الانتخابات والمشاركة في الحكم في ظل نظام لا يحكم بالإسلام بل ويطأطئ له رأسه متنصلا من أحكام الشرع؟!.
ألم يعلم أن الوصول إلى الحكم هدفه تطبيق الإسلام وهو المفترض في مسعى الحركات الإسلامية؟!، أم أنه لم يعلم أن الحاكم في الإسلام يطبق الشرع في المجتمع بقوة السلطان؟!، ألم يعلم بأن الإسلام أساس وأن الخلافة حارس وما لا حارس له فضائع وما لا أساس له فمنهدم؟!، ألم يعلم الغنوشي أن الحركات العلمانية والاشتراكية تصارح بفكرها وتسعى للوصول للحكم لتطبيق أفكارها البالية، بينما يتنصل الغنوشي من أحكام الإسلام، ألم يعلم الغنوشي بأن الله يرى؟!!.
نعم إن الإسلام ترك أهل الذمة وما يعبدون وما يأكلون في شرائعهم دون تضييق عليهم، ولكن أن يجعل استرضاء السواح الأجانب وقوى سوق السياحة المغلفة بالرذيلة والمغموسة بها، أساسا للحكم في بلاد المسلمين فهو والله كارثة يشارك الغنوشي في الترويج لها وإبقائها كما زرعها من قبله دهاقنة الإجرام بن علي وبورقيبة.
إن ترك أهل الذمة في عبادتهم وألبستهم في أمكانهم الخاصة دون الأماكن العامة هو أمر أقره الإسلام، لكن أن تُحول البلاد ويُبنى الحكم والتشريع فيها على أساس سياحة الرذيلة التي تجعل البلاد وأهلها مرتع للشذوذ والإفساد ويشاع ذلك في أهلها ويحميه قانون الغنوشي المفترى، هو أمر آخر بعيد عن الإسلام بعد المشرق عن المغرب. ألم يقرأ الغنوشي كلام ربه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) فكيف بمن يريد حمايتها بالقانون ويتعهد بذلك؟!!.
إن ما يطرحه الغنوشي، وهو يقتدي ببلاد الانجليز كما صرح في كلامه ويقتفي أثر تجارب علمانية على أثر صداقته مع أردوغان رئيس وزراء تركيا، لهو نموذج يرضاه الغرب بوصول "إسلاميين" إلى الحكم أو المشاركة فيه بعد تخليهم عن تطبيق أحكام الإسلام.
إن على الغنوشي أن يدرك بأن الأمة اليوم تعيش في موسم سقوط الأصنام التي أحكمت جبروتها على الأمة وربطت مصيرها بالاستعمار الغربي، بل وفي موسم سقوط دعامات هذه الأصنام التي تروج للثقافة الغربية وتلبسها بلبوس الإسلام وان خالفت أحكام الإسلام مخالفة صارخة.
إن التسابق لاسترضاء الغرب وعملائه منزلق خطير انزلق فيه الغنوشي، ولن يتركه الغرب حتى يعريه تماما من كل أحكام الإسلام كما يفعل الغنوشي بتصريحاته تلك، وحينها سيتركه الغرب عارياً من الإسلام وقيمه التي باتت مطمح الأمة ومحل تطلعها.
فليتق اللهَ الغنوشي ولينحاز لصف أمته ودينه وليقلع عن خطب ود الكافرين وعن تضليل المسلمين خير له إن كان من العاقلين!.
 
16/7/2011م