تعليق صحفي
هذا زمن القضاء على كيان يهود وتحرير فلسطين لا زمن التخاذل والتفريط يا عربي!
أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أنّ التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الحصول على اعتراف دولي كامل بدولة فلسطين لا يعتبر موجهاً ضد "اسرائيل"، بل يهدف إلى تحقيق السلام العادل والدائم، مؤكدا في نفس الوقت على أنّه حان الوقت لإنهاء النزاع "العربي-الإاسرائيلي".
يبدو العربي في تصريحاته هذه كمن يوصف في المثل الشعبي (رايح على الحج والناس مروحين).
فالعربي، الذي تولى رئاسة الجامعة العربية من عهد قريب جدا، تفتقت قريحته وجادت مخيلته بضرورة من ضروريات القوى الاستعمارية للحفاظ على نفوذها في المنطقة "إنهاء النزاع العربي-الإسرائيلي"!، ويبدو – بتعبيراته وتوجهه السياسي المتخاذل الذي يحرص فيه على عدم المساس بأمن أو حتى مشاعر يهود!!- كأنّه لا يزال يعيش في فترة سبعينيات القرن الفائت حين كان مستشاراً قانونياً للوفد المصري في كامب ديفيد، وفترة الثمينينات حين ترأس وفد التفاوض مع كيان يهود بخصوص طابا، ويظن أنّ الأمة ما زالت ترى كيان يهود بعبعاً يخيفها أو تتطلع لما يسمى بالسلام مع هذا الكيان الغاصب.
كما أن العربي قد غفل أنه يعيش في زمن الثورات، زمن الصحوة التي تعيشها الأمة والتي باتت ترى الحكام من مخلفات الاستعمار وركيزة من ركائز نفوذه في المنطقة وتسعى لإسقاطهم والتخلص منهم ومن أنظمتهم البالية، وتتطلع بشوق وحرقة لتحرير فلسطين.
ويبدو أنّ العربي يحلم بدور للجامعة العربية المهترئة التي أكل عليها الدهر وشرب، وباتت عرابا مفضوحاً للمخططات الغربية، ظهر ذلك للعيان عندما قلبت الجامعة ظهر المجن للقذافي المجرم  واستجلبت قوى الناتو الاستعمارية على ليبيا، بينما تحاول في الوقت نفسه إطالة عمر بشار السفاح في الشام المنكوبة بنظامها وحكامها المجرمين .
إنّ الأمة يا عربي –من أقصاها إلى أقصاها- قد ألقت جامعتك العربية وجوقة الحكام خلف ظهورها، وإنها الآن تتطلع للتخلص من ربقة المستعمرين على اختلاف أشكالهم واسمائهم ومؤسساتهم، ومتى استلمت زمام أمرها ستتحرك من فورها لتحرير قبلتها الأولى ومسرى نبيها وتنتزع كيان يهود من الأرض المباركة انتزاعاً فلا تبقي له أثرا. فما عادت الأمة تنخدع بألاعيب الحكام كفكرة التوجه -على استحياء- للأمم المتحدة، وما عادت ترى في المفاوضات المخزية حلاً لقضية فلسطين.
لكن أمثالك يا عربي، ممن لا زال يتعلق بخيوط الغرب العنكبوتية، لا يمكن له أن يبصر النور فقد ألف الظلمة، ولا يمكن أن يتصور أنّ هذه الأمة ستحيا خير أمة من جديد.
فما هي إلا قليلاً حتى تشرق شمس الأمة فيبهرك سطوع شعاعها يا عربي، فتبدد الظلمة وتنير العالم بالخير والهدى وتنهي عصر الخفافيش.
فتدبر أمرك يا عربي قبل أن تطويك الأمة من صفحاتها كما طوت مبارك وبن علي وصالح والقذافي إن كنت من العاقلين؟!
 
20/7/2011م