تعليق صحفي
الجيش التركي مطالب بنصرة أهل الشام لا بترميم النفوذ الاستعماري المتصدع ومجرد ايواء اللاجئين
أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري وليد المعلم، حيث ناقشا التحركات على الحدود التركية وسط أنباء عن دخول الجيش السوري قرية خربة الجوز المجاورة للحدود .من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إن أوغلو اتصل أيضاً بمسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وبحث معها "التطورات الأخيرة في المنطقة، والمساعدات التي تم تقديمها للاجئين السوريين".
إن من المغالطة أن يتم تصوير قضية أهل الشام وما يتعرضون له من جرائم وحشية بأنها قضية إغاثة لملهوف أو إيواء للاجئ، ومن التقصير بمكان أن ترى جيوش المسلمين ولا سيما جيش تركيا الجوار ما يحل بالمسلمين دون أن تحرك ساكناً لنصرتهم ورفع القتل المستحرّ بهم جراء ثورتهم على نظام الأسد الطاغية، ومن التقصير بمكان أيضاً أن يجعل النظام التركي قضية أهل الشام مجرد قضية "إنسانية" يتداولها مع آشتون وغيرها مستجلباً بذلك تدخلاً استعمارياً في شأن المسلمين.
إن ما يقوم به النظام التركي من مواصلة الاتصالات والتنسيق مع نظام الأسد البائد ليضفي علامات الشك والريبة ويعزز من الظنون التي تتحدث عن التنسيق بين نظام الأسد والنظام التركي الذي غض الطرف عن دخول الجيش السوري للمناطق الحدودية العازلة لمنع اللاجئين من الفرار والبطش بالمحتجين في معرة النعمان وجسر الشغور وخربة الجوز وغيرها من المناطق الحدودية. وهذا كله يدل على أن ادعاء انحياز النظام التركي للشعب السوري هو موقف إعلامي وليس حقيقياً وأن ما يقوم به من إيواء آلاف اللاجئين ورعايته للمعارضين السوريين في انطاليا لا يجعل منه منحازاً –على الحقيقة- لجانب أهل الشام.
إن ما يقوم به النظام التركي من دور في القضية السورية، ليس منعزلا عن دوره الإقليمي الرامي لترميم النفوذ الغربي الاستعماري المتصدع في المنطقة جراء الثورات، وليس آخره قيام النظام التركي بمحاولة الوساطة بين عباس وحماس، ودوره السابق بالوساطة بين النظام السوري وكيان يهود، وسعيه مؤخراً لترميم علاقاته مع كيان يهود المجرم.
إن الجيش التركي كما الجيش المصري والأردني واللبناني مطالب بأن يتفلت من أغلال الحكام والأنظمة التابعة للغرب وأن ينتصر لدينه وأمته وأن ينصر أهل الشام وأهل ليبيا واليمن لا أن يرمم النفوذ الاستعماري، وأن يسعى لتخليص المسلمين من ربقة هذه الأنظمة الجبرية عبر نصرة العاملين لإقامة الخلافة التي ستحقق التغيير الجذري وتكون الثمرة اليانعة لهذه الثورات، فتحمي الذمار وتطرد الاستعمار وتنصر المسلمين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)
24-6-2011م