تعليق صحفي
حماية أمن يهود هي بضاعة الحكام الرائجة عند أسيادهم الغربيين!!
 
أفادت وكالة معا نقلاً عن صحيفة "يديعوت احرونوت" أنّ الرئيس السوري بشار الأسد نقل رسائل خلال الأسابيع الاخيرة إلى الإدارة الأمريكية أعرب فيها عن استعداده لاستئناف المفاوضات مع "إسرائيل" بعد استقرار الأوضاع في بلاده. وأوضح الأسد أنّ معظم القضايا المختلف عليها مع "إسرائيل" قد تم حلها، كما ادعت الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية قولها أنّ الولايات المتحدة تخشى أن يؤدي سقوط الأسد الى وقوع الأسلحة الكيماوية لدى سوريا في أيدي "ارهابيين" أو قيام النظام الجديد في دمشق باستخدامها.
 
سواءٌ صحت هذه الأنباء التي أوردتها الصحيفة العبرية أم لا، فالنظام السوري قدم للكيان اليهودي خدمات أمنية "جليلة" طوال 44 عاماً مضت، حيث حافظ على جبهة الجولان آمنة طوال تلك العقود ولم يسمح بإطلاق رصاصة واحدة على العدو الغاصب، وسبق لابن خال الرئيس السوري، رامي مخلوف أن تحدث بنفس اللهجة معتبراً سقوط نظام الأسد انهياراً لأمن الكيان اليهودي.
 
إذاً هي نفس البضاعة التي يروج لها الحكام من ليبيا حتى سوريا من أجل حث الغرب على التشبث بهم ومساعدتهم على البقاء، ألا وهي حماية أمن الكيان اليهودي!!.
 
كما كشفت الأحداث الأخيرة زيف ادّعاء الممانعة التي كان يتغنى بها النظام السوري القمعي، وأنه لم يكن سوى أداة بيد الاستعمار الذي كان يوزع بينه وبين دول الموالاة الأدوار من أجل منع الأمة من استلامها لزمام أمرها وانعتاقها من ربقة المستعمرين، الأمر الذي أكدته تخوفات أمريكا من سقوط نظام الأسد. وعلى الرغم من هذه الحقيقة الساطعة لا زالت بعض حركات المقاومة ترتمي في أحضان هذا النظام القمعي التابع وتناصره ضد شعبه الأعزل!.
 
إنّ الأسد يعيش مراحله الأخيرة، وهو يدرك بأنّ أمريكا التي تسعى لركوب موجة الثورات، لن تتمسك به إلى نهاية المطاف بل ستلقي به إلى قارعة الطريق وربما تزجه في السجون أو تنفيه من الأرض، كما فعلت بمبارك وبن علي من قبل، لذا نرى الأسد ، في سبيل بقاء نظامه العفن، يسعى لعرض الخدمات وتقديم العروض بالقيام بأقذر المهام عبر إجراء محادثات واتفاقية سلام مع الكيان اليهودي الغاصب، كما أنه يصعد من وتيرة القمع عسى أن يخمد حركة أهل الشام الذين انتفضوا ضد نظامه البعثي القمعي.
 
إنّ الحكام قد طُبع على قلوبهم فهم لا يعقلون ولا يتعظون بما حلّ بمن هو أشد منهم بطشاً، فمضى فيهم سنة الأولين، وظهر أمر الله وعلت كلمته وكانت كلمة الذين كفروا هي السفلى. فهل ينتظر الأسد إلا أن يصيبه مثل ما أصاب الذين من قبله، فلينتظر إنا معه منتظرون.
 
22-5-2011م