تعليق الصحفي
بعد عقود على قيامها ...الفصائل الفلسطينية تتجه لموسكو لتركيز وتعميق المفاهيم السياسية!!!
بكبسة زر وبسرعة متناهية يجتمع ممثلون عن فصائل فلسطينية أبرزها حركتا فتح وحماس اليوم السبت في العاصمة الروسية تلبية لدعوة من معهد تابع لوزارة الخارجية الروسية لبحث "أخر التطورات السياسة الفلسطينية والعربية."
وقال بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني وهو أحد المشاركين في اللقاء الذي سيعقد في 21 و 22 من الشهر الجاري في موسكو إن منظم هذه الندوة معهد الاستشراق وذلك من أجل التركيز وتعميق عدد من المفاهيم السياسية، وكذلك هو جزء من الاهتمام الروسي في تعزيز الوحدة الفلسطينية والانفتاح على كافة القوى.
ورغم الغموض الذي يلف هذه الندوة التي تقاطرت إليها الفصائل، وتفاوت التصريحات حول طبيعتها والهدف منها إلا أن الواضح فيها أمران:
أولا: برغماتية "الفصائل الفلسطينية المجتمعة"، وعدم مبدئيتها في التعامل مع قضية من أهم قضايا الأمة الإسلامية، وابتعاد الفصائل عن الحل الجذري لقضية فلسطين، وجعلها تحرير الأرض المباركة محل نقاش واخذ ورد في أروقة السياسية العالمية، وكأن الأمة الإسلامية بحاجة إلى حلول قد تجدها في موسكو أو لندن أو واشنطن.
إن الأمة الإسلامية أمة عريقة تنبثق حلولها من العقيدة الإسلامية، وأرض فلسطين أرض خراجية ملك للأمة الإسلامية لا يحق لأي فصيل أو هيئة التنازل عنها أو الحديث باسمها، ولا يوجد أمام الأمة إلا خيار تحريرها كاملة من بحرها إلى نهرها وإعادتها لديار الإسلام، تلك هي ثوابت الأمة ورؤيتها السياسية لقضية فلسطين، وقد جسدتها في مسيراتها وصلواتها المليونية وزحفها نحو الحدود في ذكرى احتلالها.
ثانيا: عداء روسيا للأمة الإسلامية وتاريخها الزاخر بقتل المسلمين والوقوف في وجه الإسلام ودعاته، ودعمها للأنظمة القمعية التي تذبح المسلمين في أوزبكستان وليبيا وسوريا وحربها المباشرة لحملة الدعوة للخلافة على أراضيها والدول المحيطة بها، هذا العداء المتجذر في عقلية القيادة الروسية للإسلام وأهله يجعل من أي تحرك سياسي لروسيا في بلاد المسلمين ينبع من الخوف من عودة الإسلام إلى العالم عبر قيام دولة الخلافة الإسلامية التي لطالما حذر بوتين وغيره من قادة ومفكري روسيا من قيامها، فسياستها تتجه دوما نحو تثبيت الأنظمة الطاغية في بلاد المسلمين ودعم الكيان اليهودي، ومحاولة استغلال ثروات المسلمين وإحكام قبضتها على ما تحتل من بلاد المسلمين.
 وفي هذا السياق تتلمس القيادة الروسية طريقها وسط التغييرات التي تجتاح الأمة الإسلامية محاولة فهم تحركات الأمة وواقعها، فتتطوع الفصائل الفلسطينية وتتسابق لخدمة وزارة الخارجية الروسية التي دعت للقاء!!، وقد صرح بعض المدعوين بأن الندوة أو "المباحثات" تشمل الثورات والانتفاضات العربية تحت سقف "الديمقراطية الشاملة، دساتير ديمقراطية جديدة لبناء الدولة المدنية، دولة المساواة في المواطنة دون تمييز في العرق والجنس والدين والطائفة والمذهب، والعدالة الاجتماعية"..
إن قضية فلسطين التي قامت تلك الفصائل من أجلها، قضية أمة إسلامية تشكل فلسطين جزءاً منها وترتبط ارتباطاً وثيقاً بعقيدتها، والحل لا يكون إلا عسكريا بتحريرها وإعادة الأرض المباركة إلى ديار الإسلام، حل منبثق من عقيدة الأمة، لا يتوافق بشكل من الإشكال مع حلول قد تطرح في موسكو أو واشنطن.
لقد آن للفصائل أن تدرك تلك الحقيقة وأن تعود لرشدها وتعيد للقضية مكانتها، فالأمة تتحرك الآن وتنتفض وفي صدورها غلٌ لن يشفى إلا بتحرير فلسطين، فهي عنوان الوحدة، وتحريرها عنوان التغيير الجذري الذي لن يكون إلا بإقامة الخلافة الإسلامية.
21-5-2011م