تعليق صحفي
عباس وأوباما يسابقان الثورات أملاً في قطع الطريق عليها !!
في الذكرى الثالثة والستين على اغتصاب أرض فلسطين، كتب عباس مقالاً في النيويورك تايمز أكد فيه أن السلطة ستطلب من المجتمع الدولي في أيلول القادم الاعتراف بالدولة الفلسطينية "العتيدة". وحول أهمية هذه الخطوة رأى عباس أنّ "انضمام فلسطين لهيئة الأمم المتحدة سيمهد الطريق أمام تدويل النّزاع باعتباره أمرًا قانونيًّا، وليس مجرّد أمرٍ سياسيّ. كما سيمهّد الطريق أمامنا لمتابعة ادعاءاتنا ضد إسرائيل لدى مؤسسات الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية المُنْشَأة بموجب المعاهدات ذات الصلة."
وتابع عباس "ما تزال المفاوضات هي خيارنا الأول. ولكننا بِتْنا مضطرين، بسبب فشل هذه المفاوضات، إلى التوجّه إلى المجتمع الدولي لمساعدتنا في المحافظة على الفرصة الأخيرة المتبقية للتوصّل إلى نهايةٍ سلميةٍ وعادلةٍ للنزاع العربي الإسرائيلي".
وحول مصير ومستقبل أهل فلسطين، وتكريساً لعقلية الاستجداء المفضوح والمخزي، يقول عباس: "ولن يكون هناك مستقبلٌ للأمل والكرامة لأبناء شعبنا ما لم يَفِ المجتمع الدولي بالوعد الذي قطعه لنا قبل ستة عقودٍ وما لم يضمن تحقيق حلٍّ عادلٍ لقضية اللاجئين الفلسطينيين."
تدويل النزاع...مؤسسات الأمم المتحدة...هيئات حقوق الإنسان...محكمة العدل الدولية...المفاوضات...تلك هي مفردات الحل لقضية فلسطين من وجهة نظر رئيس منظمة "التحرير!" ورئيس السلطة الفلسطينية، والذي أسقط من قاموسه وقاموس منظمته مصطلح "التحرير" ومفهومه، كما أسقط من اعتباراته الأمة التي تحركت بطلائع شعوبها في ذكرى النكبة لتؤكد أن لا شرعية لكيان يهود الغاصب.
إنّ عباس وسلطته ومنظمته لا يرون في غير "المجتمع الدولي" سبيلا لاستعادة بعض البعض من فلسطين، وبالرغم من أنّ قوى المجتمع الدولي هذه هي من أنشأت هذا الكيان الغاصب و"شرّعت" وجوده على الأرض المحتلة بقرارات الأمم المتحدة الباطلة، إلا أن عباس لا يزال يرى فيها المنقذ والمخلص!!.
تأتي تصريحات عباس هذه في الوقت الذي يتحدث فيه يهود عن التغيير الذي تشهده البلاد العربية والتي جعلت رئيس وزرائهم يعتبر الصراع الآن دائر حول شرعية الكيان اليهودي لا على حدود المحتل عام 67، فما "سر" هذا الإصرار على التمسك بالقوى الغربية الاستعمارية والمجتمع الدولي وعلى رمي طوق النجاة للكيان اليهودي الغاصب؟!  
إنّ الحديث عن تدويل النزاع "السلمي" في الوقت الذي يسعى عباس لتهميش الأمة الإسلامية صاحبة الحق الأصيل في قضية فلسطين هو إلقام لفلسطين للأعداء وتحكيم لأعدائنا في رقابنا وفي مقدساتنا.
إنّ عباس ومن يقف خلفه يسعون جاهدين لمحاولة سبق تحرك الأمة نحو فلسطين لتحررها حال استعادة الأمة لكامل سلطانها من الحكام المجرمين، فها هو أوباماً يؤكد على ضرورة التقدم في العملية السلمية أكثر من أي وقت مضى، فما شاهده أوباما ونتنياهو من تحرك للشعوب التي أدركت هشاشة الكيان اليهودي دب الرعب في قلوبهما.
إنّ الأمة اليوم قد تجاوزت أطروحات الحكام وتخطت المشاريع الغربية، والأمة اليوم -على خلاف عباس وبقية الحكام- تتطلع لتحرير فلسطين كاملة، وهي تتهيأ لتجسد ذلك واقعاً حقيقياً عمّا قريب، فليبق عباس والحكام يتعلقون بقشة أمريكا وبخيطها العنكبوتي، وستبقى الأمة الإسلامية وأهل فلسطين يتعلقون بحبل الله المتين. وسيتحقق عمّا قريب بإذن الله دخول المسلمين للمسجد الأقصى محررين كما دخله المسلمون زمن الفاروق أول مرة فاتحين، وما ذلك على الله بعزيز.
إنهم يرونه بعيدا ونراه قريباً.
18-5-2011م