تعليق صحفي
أردوغان وحفظ أمن يهود
تتكشف يوماً بعد يوم فضائح الحكام في بلاد المسلمين ومدى إجرامهم بحق أبناء الأمة، فمن وثائق ويكليكس إلى حلقات "كشف المستور" إلى وثائق أمن الدولة بمصر إلى صور المجوهرات والأموال في قصور الهارب بن علي، إلى خبر تناقلته وسائل الإعلام مفاده بأن السلطات التركية أجبرت طائرة إيرانية متجهة من إيران إلى سوريا على التوقف وقامت بتفتيشها بحجة نقل مواد نووية، إلا أن موقع صحيفة الحياة قد ذكر تقريرا يفيد بأن هذه الإجراءات إنما تنبع من تعاون السلطات التركية مع كيان يهود بحجة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 والذي أٌقر بعد العدوان على لبنان عام 2006م.
 
وقد ذكرت الصحيفة أيضا أنه وبناء على ذلك فإن السلطات التركية قد قامت "بتفتيش خمس طائرات شحن إيرانية عام 2006م للاشتباه بأنها تحمل أسلحة إيرانية إلى حزب الله اللبناني".
 
إن هذا التنسيق الأمني، بين يهود وبين النظام التركي، يأتي في الوقت الذي يداوم فيه أردوغان على الظهور كبطل مغوار وذو توجه إسلامي "معتدل"، ويقف مواقف "عادلة" من قضية فلسطين!، وأنه منع إجراء بعض المناورات مع يهود، على الرغم من قبوله الوساطة بين نظام بشار الأسد وكيان يهود، وهو الأمر الذي لم يمنع كيان يهود من توجيه الانتقادات والإهانات العلنية له مرات كثيرة، ولا سيما بعد الجريمة التي قام بها يهود بالاعتداء على أسطول الحرية وقتل عدد من أهل تركيا القادمين على متن السفينة، وهي الجريمة التي لم تقابل من قبل أردوغان إلا بطلب الاعتذار الأمر الذي رفضه يهود.
 
إن هؤلاء الحكام يظنون أنفسهم في تلك الأيام الغابرة التي كان فيها الحكام يشعلون الناس لهيبا وعاطفة بالخطب الرنانة دون أن يدرك الناس مدى جرمهم وخيانتهم لهم، ولكن وعي الأمة المتنامي وإدراكها للهوة السحيقة بينها وبين هؤلاء الحكام ووقوفها موقف المعادي لهم المطالب بإسقاط أنظمتهم ليس بعيدا عن أردوغان ونظامه الذي ينكشف وجهه القبيح الموالي لأمريكا يوما بعد يوم، كما انكشف أمر إخوانه الحكام العرب من قبل.
 
إن أمة عشقت الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، ها هي اليوم تعشق الاستشهاد في سبيل قول كلمة الحق دون أن تخشى الرصاص ولا الهراوات ولا زنازين الظالمين من أمثال هؤلاء الحكام.
 
فالأمة التي أجبرت مبارك ومن قبله بن علي على الرحيل وتتصدى لصالح والقذافي قادرة بإذن الله أن تخلع بقية حكامها الذين تنكشف سوأتهم يوما بعد يوم وما ذلك عن أردوغان ودجله ببعيد.
18-3-2011