في الوقت الذي تطارد فيه السلطة الفلسطينية وهم الدولة وسراب المجتمع الدولي، وتطوف دول العالم الثالث تناشدها الاعتراف بدولتها المرسومة على الماء، وفي حين تستمر السلطة بمطاردة أهل فلسطين وملاحقتهم في رزقهم بالضرائب والمكوس والتراخيص التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتستأسد على المخلصين من حملة الدعوة ومن الناس الرافضين للتنازل والتخاذل، فتحشد عشرات الآليات العسكرية والمجندين لاعتقالهم كما حصل في بلدة بديا غربي سلفيت قبل أسبوعين حين طفقت تهاجم البيوت وتقتحم المنازل وتروع الآمنين وتعتدي على النساء والأطفال والرجال، وفي غير بديا من مدن وقرى الضفة الغربية في حملة طالت أكثر من 100 من شباب ومناصري حزب التحرير لقولهم كلمة الحق.
 
في مقابل وجه السلطة هذا، نرى الوجه الأخر لها والذي يقطر صغاراً وذلك أمام يهود وممارساتهم الوحشية بحق أهل فلسطين، فأحياناً نرى كيف تعين السلطة يهود وتساعدهم في ملاحقة وسجن المطلوبين ممن يُتهمون بتهديد أمن يهود، وفي أحسن حالات السلطة نرى كيف أنها ترقد رقدة أهل القبور إزاء اعتداءات يهود المستمرة والمتواصلة على أهل فلسطين.
 
فقد نقلت وكالة معا اليوم خبر إجبار جنود الاحتلال العاملين على الحاجز الذي يفصل بلدة برطعة الشرقية عن الضفة الغربية النساء على خلع جلابيبهن وذلك بعد حجزهن لأكثر من ثلاث ساعات.
 
ولولا تدخل وجهاء وأهالي بلدة برطعة والمشادات الكلامية التي حصلت بينهم وبين الجنود لما وافق الجنود على أن تخلع النساء جلابيبهن داخل غرفة مغلقة بحضور مجندة لتفتيشهن.
 
وهكذا يستمر يهود في غيهم وتطاولهم على مقدسات وأعراض أهل فلسطين، دون أن يجدوا من يزعجهم من الحكام ورجال السلطة التي تدعي حماية أمن المواطن!! وبدلاً من أن ينقضوا كل الاتفاقيات المذلة مع يهود هم يتشبثون بها ويعضون عليها بالنواجذ يوما بعد يوم.!!
 
لو كان للمسلمين أمام كالمعتصم رحمه الله لما تجرعت نساؤنا الذل، ولما تجرأ أجبن خلق الله، يهود، على التطاول على أعراض المسلمين.
 
ولو علم يهود أن رداً مزلزلاً ينتظرهم من حكام العرب والمسلمين لما فكروا مجرد تفكير في المس بأعراض المسلمين.
 
ولكن يهود يركنون إلى ولاء حكام العرب والمسلمين وذل السلطة ورجالها. فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
 
14-1-2011