شملت الميزانية التي أقرتها "الكنيست الإسرائيلي" نهاية الأسبوع الماضي موازنة للمستوطنات للعامين القادمين تصل إلى 2 مليار شيقل للخدمات وأمن المستوطنين، هذا بالإضافة إلى ملايين الشواقل المخفية بين بنود الميزانية.
وفي نفس الوقت أعلنت الولايات المتحدة أنها سوف تعارض أي قرار يتم طرحه على مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يدعو "إسرائيل" إلى إنهاء النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، ويستبق هذا الموقف الأميركي مبادرة فلسطينية أعلن عنها رئيس دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي قال إن المنظمة ستتوجه إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل للحصول على قرار بإدانة الاستيطان وليس لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
*****
كما هو معلوم للقاصي والداني فإن الأراضي المحتلة عام 48 والتي تنازلت عنها منظمة التحرير والسلطة لليهود تشكل 80 في المئة من أرض فلسطين، وأما الأراضي التي تطالب بها السلطة وتفاوض عليها فتشكل أقل من 20 في المئة من أرض فلسطين، وهي التي احتلت عام 67.
لقد أبدى كيان يهود الوعود والعهود للمنظمة والأنظمة العربية بأنه سيعطي معظم الضفة الغربية وقطاع غزة للسلطة مقابل الاعتراف به ككيان شرعي على أراضي 48 وهذا ما حصل، ولكن كيان يهود عمل على تغيير الواقع على الأرض من خلال تعبئة الأراضي المحتلة عام 67 بالمستوطنات، وفي نفس الوقت عمل على تهجير سكان القدس الشرقية وهدم منازلهم وحول حياتهم إلى جحيم.
إن أعمال الاستيطان لم تتوقف يوما في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وكل الكلام عن التجميد ليس له واقع على الأرض، وحجم الاستيطان جعل موضوع إقامة دولة فلسطينية على هزالها (على فرض إقامتها على كامل المحتل عام 67) ليس له واقع على الأرض، فالضفة الغربية مقطعة الأوصال وأكلت أراضيها المستوطنات والطرق الخاصة بالمستوطنات.
ومن جهة أخرى فإن السلطة رهنت إرادتها بالولايات المتحدة ورمت القضية في حضنها، فكافأتها الولايات المتحدة بأنها أوقفت مطالباتها لكيان يهود بوقف الاستيطان، بل إن الإعلان الأخير عن معارضة أمريكا لإصدار قرار من الأمم المتحدة حول عدم شرعية الاستيطان (وإن كانت قرارات الأمم المتحدة لا قيمة لها إذا تعلقت بكيان يهود) يشير إلى صحة ما كشفته برقيات دبلوماسية أميركية نشرها موقع ويكيليكس أن هناك اتفاقا سريا بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن استمرار توسيع المستوطنات، كما ذكرت الجزيرة نت.
وتضيف البرقية الصادرة من السفارة الأميركية في باريس أن وزير الدفاع "الإسرائيلي" إيهود باراك أبلغ مسؤولا فرنسيا بأنه يوجد اتفاق بين الولايات المتحدة و"الإسرائيليين" حول استمرار "النمو الطبيعي" في المستوطنات، وهو ما يتعارض مع مطالب معلنة من جانب الإدارة الأميركية من "إسرائيل" بتجميد الاستيطان.
إن قضية فلسطين خطفتها حفنة لا تنتمي لهذه الأمة وتتقاذفها أرجل اللاعبين أعداء الإسلام، ولقد حان الوقت أن ترجع القضية إلى حضن الأمة الإسلامية، لتتعامل معها بما تستحقه من جمع الطاقات وأبناء الأمة في جيش عرمرم يحررها كاملة من أيدي اليهود ومن أيدي اللاعبين الحاقدين على الإسلام وأهله، وإننا نرى أن ذلك سيتحقق على يد الخلافة القادمة قريبا بإذن الله.
4-1-2010