ذكرت صحيفة القدس العربي أن رئيس وزراء كيان يهود قال "حتى إذا نجحنا في تحقيق السلام فإن التهجمات على شرعيتنا ستستمر لأن مصدرها ليس في أحداث العام 1967 وإنما في أحداث العام 1948، وهذه التهجمات ضد وجود الدولة اليهودية".
وفي حديثه حول الهجوم على شرعية كيانه، قال إنه "بالإمكان أن نرى على مر التاريخ أن التهجمات تصاعدت بالأساس عندما استخدمت إسرائيل حق الدفاع عن النفس، ويوجد هنا دمج بين محاولة منع وجود اليهود في دولة خاصة بهم، و محاولة منعهم من ممارسة الحقوق الأساسية الممنوحة لدولة مثل حق الدفاع عن النفس".
***
من الواضح أن رئيس وزراء كيان يهود يدرك حقيقة موقف الأمة الإسلامية الرافض لقبول هذا الكيان الباطل فوق أرض فلسطين، وهو يقرر أن أساس القضية يعود لبداية الاحتلال عام 1948، مما يهمل قادة المنظمة والزعماء العرب الحديث حوله، بل وتجاريهم كثير من الأبواق التي تنفخ باسمهم.
ولا شك أن من يحمل هذا الفهم يدرك أن لا قيمة لهؤلاء الحكام في تحقيق السلام مع كيانه، لأن رفض شرعية هذا الكيان ستستمر لدى الشعوب مهما سعى الحكام في مسيرة الترويض والتطبيع.
ولا شك أن هذا يؤكد أن مسيرة التفاوض والسعي للسلام هي مسيرة عبثية فوق أنها مسيرة باطلة شرعا، وأن القيادات التي ترهن مستقبل القضية في هذه المسيرة الباطلة العبثية لتضلل الأمة وتتلاعب بمصائرها.
إن كيان يهود المدعى سيظل باطلا حتى ولو وقعت كل الأنظمة اتفاقيات سياسية معه، لأن الأمة التي تقرأ آيات الجهاد وحرمة تمكين الكافر المستعمر من بلاد المسلمين لا يمكن أن تسلّم لهذا المحتل مهما طال زمان احتلاله، ومهما تحصن في حصون، ومهما تموّل من دعم أمريكا.
ولذلك حري بمن في فؤاده بقية من وعي وإحساس حي أن يدبر عن مهزلة العمل السياسي التفاوضي، وعن اللهث خلف "الدبلوماسية" والعلاقات الدولية، فالحقيقة الساطعة أن حالة العلاقة مع الاحتلال هي حالة صراع على الوجود لا على الحدود.
22/12/2010