بسم الله الرحمن الرحيم
 براءة واستغفار واستسقاء
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا)
 
جدب وقحط وسوء، فهل هذا الحال هو نتيجة تغيرات مناخية صرفة؟ أم هو ثمرة مرة للفساد المستشري والحكم بغير ما أنزل الله؟ وهل يكون الاستسقاء ممن حكم الناس بالجبت والطاغوت ولم يراعِ حرمات الله؟! أم يكون من الصالحين وبالتزلف والتقرب إلى الله بالطاعات وترك المنكرات؟
 
إن ما أصاب الناس من لأواء وضراء، هو نتيجة طبيعية لأنهم يُحكمون بغير ما أنزل الله، ويسوسهم رويبضات قد اتخذوا الإسلام ظهريا، وإن واجب المسلمين حتى لا يؤخذوا بجريرة هؤلاء الطغاة أن يعلنوا البراءة منهم ومن ظلْمِهم وحكْمِهم بغير ما أنزل الله ومن سيرِهم في مخططات الكافرين المستعمرين.
 
فاللهم إنّا نبرأ إليك مما صنع العصاة والطغاة والغلاة منا، اللهم إنّا نبرأ إليك من الحكم بغير شريعتك، اللهم إنّا نبرأ إليك ممن والى اعداءك وبطش وظلم اولياءك وعبادك الصالحين، اللهم إنّا نبرا إليك ممن فرّط وضيّع فلسطين ورضي باحتلال الكفار لبلاد المسلمين، اللهم إنّا نبرأ من كل معصية تسخطك ونتوسل إليك بكل طاعة ترضيك، فاكتبنا اللهم من عبادك الصالحين وارض عنا في الأولين والآخرين ولا تردنا خائبين ولا تخزنا يوم الدين.
 
اللهم إنا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك، نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، اللهم إنّا نستغفرك لما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنّا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
اللهمَّ أنت المدعو بكُلِّ لسان، المقصودُ في كلِّ آن، لا إله إلا أنت، غافر الخطيئات، لا إله إلا أنت كاشفُ الكربات، لا إله إلا أنت مجيبُ الدعوات ومغيث اللهفات، أنت إلهنا، وأنت مَلاذُنا، وأنت عياذنا، وعليك اتِّكالنا، وأنت رازقنا، وأنت على كلِّ شيءٍ قدير، يا أرحمَ الراحمين، يا أرحمَ الراحمين، يا خيرَ الغافرين، يا أجودَ الأجودين، يا أكرمَ الأكرمين، لا ملجأَ ولا منجَى منك إلا إليك، نسألك مسألةَ المساكين، ونبتهِل إليك ابتهالَ الخاضعين الذّليلين، وندعوك دعاءَ الخائفين الوجِلين، سؤالَ من خضَعت لك رقابهم، ورغِمت لك أنوفهم، وفاضت لك عيونهم، وذلَّت لك قلوبهم.
 
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، َرِيعًا غَدَقًا سَحًّا عامًّا طَبَقًا مُجَلِّلا دَائمًا عاجلاً غير آجل، اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت، اللهُمَّ سُقْيا رحمةٍ لا سُقْيَا عذابٍ ولا محقٍ ولا بلاءٍ ولا هدْمٍ ولا غَرقٍ، اللّهُمَّ على الآكامِ والظِّرابِ ومَنابِتِ الشّجَرِ وبطُونِ الأودِيةِ، اللّهُمَّ حَوالَيْنَا ولا علينا.
 
اللهمّ إنَّ بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلاّ إليك، اللهمّ أنبت لنا الزرع، اللهم أنبت لنا الزرع، وأدرَّ لنا الضرع، واسقنا من بركاتِ السماء، وأنزل علينا من بركاتك يا سميعَ الدعاء.
 
(يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، (أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)
1/12/2010
 {jcomments on}