في تصريحات له اتهم الرئيس السوري بشار الأسد السبت "إسرائيل" بتقويض عملية السلام في المنطقة ما يزيد من حالة التوتر، مؤكدا أن السلام المبني على أسس الشرعية الدولية وحده يضمن الأمن والاستقرار.
 
واعتبر الأسد في تصريح أمام الصحافيين عقب مباحثات أجراها مع رئيسة الهند أن غياب السلام في منطقتنا بسبب السياسات "الإسرائيلية" رغم جهود سوريا الحثيثة لتحقيقه، يزيد من حالة التوتر ويقوض مساعينا في التنمية والازدهار الاقتصادي.
واضاف إن السلام المبني على أساس الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي يعيد الحقوق إلى اصحابه الشرعيين وحده يضمن الأمن والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الاوسط والعالم.
 
****
وللتعليق على هذا الخبر نذكر الأمور التالية:
 
1.       إن استقرار المنطقة، الهاجس الذي يؤرق الحكام في معسكري الموالاة المنبطح والممانعة الكاذب، يعني أن تترسخ أقدام المحتل اليهودي في فلسطين على خلاف ظاهري بين المعسكرين على نسبة الأرض التي سيشرع للكيان اليهودي اغتصابها.
 
كما أن خشية الحكام من زعزعة الأوضاع في المنطقة تعطي مؤشراً على مدى تخوفهم من أن تقتلع انظمتَهم رياحُ التغيير التي ستقضي على كيان يهود ولن تبقي لهذه الأنظمة ذكراً. وهذا التخوف يؤشر كذلك على مدى تعاظم الشقة بين الأمة وحكامها الأتباع للغرب.
 
2.       إن معسكري الموالاة والممانعة كلاهما معسكر واحد بلا خلاف في تسميته ألا وهو معسكر "السلام"، والذي يعني الإقرار بشرعية المحتل وبشرعية اغتصابه للأرض المباركة.
 
وما هذا التقسيم بين موالاة وممانعة إلا تقاسم أدوار للقيام بتنفيذ الأجندات الغربية الاستعمارية على اختلاف توجهاتها.
 
3.       إن الشرعية الدولية التي يتغنى بها الأسد هي الشرعية التي ألقمت فلسطين للكيان اليهودي المجرم، وهي تلك الشرعية التي صمتت عن جرائم المحتل الأمريكي في العراق وهي تلك التي سوغت احتلال أفغانستان وتدميره، فالمناداة بالشرعية الدولية هو اصطفاف بجانب أعداء الأمة.
 
لقد كان حرياً بحكام سوريا ومصر ودول الجوار -موالاة وممانعة- بدل أن يتغنوا بالسلام وبدل أن يتشدقوا بالشرعية الدولية العفنة أن يباشروا القضاء على الكيان اليهودي المجرم، وأن يستأصلوا شأفته، وان يعيدوا فلسطين وكل بلاد المسلمين المحتلة لحضن الأمة الإسلامية.
 
لكن هذا الفعل من شيم الرجال ومن صفات المؤمنين الأحرار، وأنّى للدمى أن تتشبه بالرجال؟!!
 
28-11-2010م