كشفت مصادر رسمية في حركة فتح لوكالة معا، أن المجلس الثوري المقرر عقده في الـ (24) من الشهر الجاري، سيقوم بمسائلة اللجنة المركزية لحركة فتح، عن العديد من القرارات التي اتخذها المجلس الثوري وأحالها للجنة المركزية لتنفيذها.
 
وأوضحت تلك المصادر لـ "معا"، "أن من بين القضايا التي ستكون مثار بحث ومساءلة للجنة المركزية للحركة فيما يخص موضوع الحكومة والتعديل الوزاري، إضافة إلى بحث قضايا لها علاقة بالأوضاع الداخلية والموضوع السياسي".
 
ومن المقرر أن يعرض عباس، خلال اجتماع المجلس الثوري تقريرا مفصلا حول الوضع السياسي وطبيعة التطورات الحاصلة في هذا الملف على أن يتم مناقشة هذا التقرير واتخاذ القرارات الخاصة بالموضوع السياسي إضافة إلى موضوع المصالحة الوطنية.
 
****
قد يظن القارئ وهو يتابع وسائل الإعلام وهي تتحدث عن جلسة المساءلة بأنّها مفصلية وقد تغير وتبدل في الأوضاع الداخلية والقضايا السياسية، وقد يذهب القارئ بعيداً ليظن أنّ الجلسة ستقوم اعوجاج السلطة وفسادها، وربما تضع النقاط على الحروف بعد أن تساقطت النقاط واهترأت الحروف بعد السقوط المدوي والمخزي للسلطة في مسلسل التنازل ليهود والتبعية الذليلة لأمريكا.
 
ولكن من يقرأ التفاصيل وبدايات السطور دون الحاجة إلى التمحيص فيما بين السطور سرعان ما يدرك الحقيقة ويفيق من أحلامه الوردية عن المجلس الثوري الذي لم يعد يليق به أي لفظة من ألفاظ الثورة والمقاومة والنضال بعد أن أصبح الغطاء الحركي والشعبي لممارسات السلطة الهمجية بحق أهل فلسطين ولتنازلات السلطة المذلة في قضية فلسطين.
 
فأهم ما في الجلسة هو ما أفصحت عنه المصادر ذاتها في قولها:"أن من بين القضايا التي ستكون مثار بحث ومساءلة للجنة المركزية للحركة ما يخص موضوع الحكومة والتعديل الوزاري".
 
وحتى أنّ الزعارير-عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها-أبدى تحفظه على تعبير المساءلة للجنة المركزية والذي أتت عليه وسائل الإعلام، مؤكدا أنّ المجلس الثوري والذي يمثل في حال انعقاده أعلى سلطة لحركة فتح ما بين انعقاد دورتي المؤتمر العام، سيقوم بمتابعة إجراءات اللجنة المركزية للحركة بما يتعلق بالتعديل الوزاري للحكومة الفلسطينية إضافة إلى العديد من القرارات التي اتخذها المجلس الثوري وأحالها للجنة المركزية لتنفيذها.
 
وهكذا بدلاً من أن يفيق قادة فتح من نومهم الذي طال، ليخلعوا أيديهم من السلطة التي جلبت الذل والعار لحركة فتح بعد أن أصبحت ذراعا أمنيا ليهود وخادما مطيعا لأمريكا ودونما مقابل سوى الكرسي الوسخ، بدلاً من ذلك يتصارع قادتها ويستميتون للجلوس على هذا الكرسي الهزيل. وما الأمور الأخرى التي أعلنوا أنها ستكون محل بحث في الجلسة إلا للتغطية على هذه الغاية، فكلهم يعرفون أنّ السلطة كلها لا تملك من أمرها أي شيء سوى تنفيذ الأوامر.
 
هذا فضلا عما تضفيه مثل هكذا أعمال من أجواء الحراك السياسي الصوري والذي يوهم بأنّ هناك حياة في السلطة لتغطي بذلك على الصفعات المتتالية التي تتلقاها على يد يهود وأمريكا بشأن فشل المفاوضات والسلطة في تحقيق شيء يُذكر.
 
كنا نتمنى لو أنّ المجلس الثوري سيجتمع ليعلن براءته من السلطة وعباس، وليصدع بتنكره لكل الاتفاقيات والتنازلات التي أقدمت عليها السلطة ومنظمة التحرير، لا أن يجتمع من أجل الاستمرار في مشروع التفريط والتخاذل.
 
وكان الأولى بدلاً من أن يسوء فتح ومجلسها الثوري استئثار فياض بالسلطة، أن يسوءها تفريط السلطة ورئيسها، والحال الذي وصلت إليه.
 
21-11-2010