قال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الأربعاء إن عملية السلام في الشرق الأوسط تواجه "عقبات هائلة" لكن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق نتيجة "عادلة" في المحادثات بين "الاسرائيليين" والفلسطينيين.
ومتحدثا اثناء زيارة لإندونيسيا بعد يوم من انتقاده "الاسرائيليين" والفلسطينيين لعدم بذلهما جهوداً كافية لتحقيق انفراجة، قال أوباما إن مساعي السلام في المنطقة مستمرة على الرغم من الانتكاسات.
وسبق أن تناقلت وسائل الإعلام خبر إعادة الإدارة الأمريكية تقديم صفقة للحكومة "الاسرائيلية" لقاء موافقتها على وقف الاستيطان ودراستها لأفكار جديدة تتلاءم مع الحكومة "الإسرائيلية"، ونقلت وسائل الاعلام كذلك تحركات النظام المصري لإعداد خطة لاستئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان شريطة تقديم "إسرائيل" لتنازلات في قضايا الوضع النهائي.
وفي هذه الأثناء أعلنت الحكومة "الإسرائيلية" عن مخططات بناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدس.
*****
إن حديث أوباما عن وجود عقبات تقف في وجه المفاوضات هو كلام مبتذل، فهو إما أنه لم يفقه تاريخ الصراع وأن قضية عمرها عقود وتمتد جذورها إلى أعماق التاريخ وتمثل واجهة لصراع حضاري لا يمكن ان يحلّها رئيس خطيب أو سياسي هاوٍ، وإما أنه ينتهج أسلوب المماطلة والتضليل والكذب الصراح سعياً منه لتحقيق مكاسب وهمية له ولحزبه الديمقراطي.
إن أمريكا تناصر يهود في تعنتها وصلفها واستعلائها، وإن تصريحات أوباما بإلقاء اللوم على الطرفين هي من قبيل العلاقات العامة وللاستهلاك الشعبي، وإلا فما معنى أن تفصّل الإدارة الأمريكية المبادرات والعروض وفقاً للرغبات "الإسرائيلية" أو سعياً لاسترضائها؟!
كما أن إلقاء اللوم على السلطة واتهامها بعدم بذلها للجهد اللازم لإنجاح المفاوضات يدل على أن التخاذل والاستخذاء والتبعية لا يجر إلا الخيبة وطلب المزيد من التنازلات، وإلا فالكل يعلم أن السلطة لم تبق خطاً أحمر إلا واجتازته ولا محرماً إلا وانتهكته سعياً لاسترضاء الإدارة الأمريكية وكيان يهود -وما هي ببالغته- ومع ذلك بقيت الإدارة الأمريكية تطالبها بالمزيد والمزيد!.
إن المنطقة -كما هو معتاد عقب كل انتخابات أمريكية- ستشهد فصلاً جديداً من الجعجعات الإعلامية والجولات التفاوضية والنفخ في القرب المثقوبة إلى أن يحين موعد الانتخابات القادمة بعد عامين وتعود الحلقة لتكرر نفسها وهكذا دواليك.
إن قضية فلسطين لن تحل بمفاوضات ولن تستطيع أية إدارة أمريكية ديمقراطية كانت أم جمهورية حل هذا الصراع، وتاريخ الصراع الطويل شاهد على ذلك، وستبقى قضية فلسطين تراوح مكانها حتى يأخذ المسلمون زمام المبادرة ويتحركوا نحوها فيحرروها وينتزعوا كيان يهود منها كما تنتزع الاصطفلينة.
وبغير ذلك لن تحل قضية فلسطين، ففلسطين ليست نافلة من الأرض، بل هي الأرض المباركة وإليها أسري بسيد الخلق ومنها عرج به إلى السماء، ولن يستطيع أوباما ولا من هو أكبر أو أعتى أو أدهى منه، ولا من لف لفيفه وعاونه وتابعه من الحكام أن يحرفوا المسلمين عن عقيدتهم الراسخة في قلوبهم!
10-11-2010م