الجزيرة: يرى المراقبون الحقوقيون أنّ الضغوط "الإسرائيلية" على بريطانيا قد آتت أكلها إثر إعلان لندن سعيها لتغيير قانون الولاية القضائية العالمية الذي يخول المحاكم البريطانية مقاضاة متهمين بجرائم الحرب والإبادة حتى وإن ارتكبت خارج الأراضي البريطانية. ويأتي قرار الحكومة البريطانية بمراجعة التشريعات عقب إعلان الحكومة "الإسرائيلية" استمرار تعليق الحوار الإستراتيجي مع لندن احتجاجا على عدم تعديل القوانين البريطانية، وهو ما قد يعرض مسؤولين "إسرائيليين" للاعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وتأتي المراجعة البريطانية لقانون الاختصاص القضائي العالمي لتضاف إلى سلسلة التراجعات السابقة التي أدخلتها بعض الدول الأوروبية على تشريعاتها حتى تمنع مثول قادة "إسرائيليين" أمامها لمحاكمتهم على جرائم الحرب والإبادة، ففي العام 2003 اضطرت بلجيكا لتعديل تشريعها بعدما رفعت دعوى أمام محاكمها ضد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق أرييل شارون تتهمه بارتكاب جرائم حرب لدوره في مجزرة صبرا وشاتيلا. وبعد بلجيكا جاء دور إسبانيا التي تلقت محاكمها في بداية العام 2009 دعاوى ضد قادة "إسرائيليين"، من أبرزهم بنيامين بن إليعازر ودان حالوتس تتهمهم بجرائم حرب أثناء العدوان "الإسرائيلي" على غزة.
يذكر أن الولاية القضائية العالمية تخول المحاكم الوطنية النظر في ست جرائم كبرى، هي الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والتعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء والإخفاء القسري.
******
هذا هو مستوى الخلاف بين حكومة يهود ودول الغرب، لا يتعدى الأمور التجميلية والشكلية، فخلافهم هو من نوع المناكفات الناعمة بين الأصدقاء والحلفاء وذوي القربى!!
وهذه حقيقة، فالغرب، وبريطانيا على وجه الخصوص هي من أوجدت دولة يهود، والغرب وأمريكا هم من يرعون هذه الدولة المارقة ويمدونها بأسباب الحياة، وما مناكفتهم معها إلا مناكفة الأخ لأخيه أو الوالد لأبنه المدلل، وصراعهم - إن وجد- هو على المصالح الآنية والمؤقتة وليس على المصالح الإستراتيجية والحيوية والتي تعتبر مشتركة فيما بينهم.
إن ما تدعيه بريطانيا أو أوروبا من أنها تساند ما تسميه "الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني" ليس إلا من باب الخداع واستغلال آهات وآلام أهل فلسطين ليكون لهم دور في عمليات التسوية والسيطرة في الشرق الأوسط برمته.
وهذه الحقيقة تتجاهلها حكومة غزة التي تتعامل مع أوروبا وبريطانيا على أنهم يسعون لإنصافها أو تحصيل حقوقها من أمريكا ويهود، ولهم في هذه الحادثة التي تأتي من بريطانيا ومن قبل من بلجيكا وإسبانيا، عبرةٌ وعظةٌ.
فالغرب كله وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا وفرنسا يناصبون المسلمين العداء والبغضاء، وهم يعتبرون الإسلام وأهله العدو الأول الذي تتجمع من أجله القوى وتتآلف على قتاله قلوبهم. ولكن لكل منهم طريقته في الخداع والتضليل والكيد بالمسلمين، وهم متفقون على ضرورة تسوية وإنهاء قضية فلسطين على نحو يثبت كيان يهود ويضمن أمنه وأمن الغرب من ورائه.
فالحذر الحذر من الغرب أيها المسلمون.
5-11-2010