الخبر:
كشف عريقات لوكالة "معا" عن خطة فلسطينية عربية دولية من الدولة حتى الوصاية، تضمنت جميع أنواع التنازلات عن فلسطين وأهلها، ابتداء باللجوء للأمم المتحدة وانتهاء بالوصاية الدولية على الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس، وكذلك تضمن كلامه اللجوء إلى الأمم المتحدة لتفعيل القرار 377 "الاتحاد من أجل السلام" لعام 1950.
التعليق:
بعد أن عقدت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية الاتفاقيات المخزية والمذلة مع كيان يهود تنازلت بموجبها عن 80 في المئة من أرض فلسطين، وأدخلت رجالات المنظمة تحت سلطان وحراب الاحتلال اليهودي المجرم، وبعد أن ربطت نفسها وأجهزتها الأمنية بجنرالات أمريكا وضباط الاحتلال من أجل المحافظة على أمن المحتل، بدأت هذه السلطة "تولول" من صلف وعنجهية يهود.
فالوقائع على الأرض تشير على أن كيان يهود لم يعط السلطة إلا ما يجعلها قادرة على ملاحقة كل من يفكر بإيذاء يهود أو يرفض وجود هذا الكيان، وهذا ما أقر به عريقات نفسه بقوله "إن إسرائيل هي التي تدمر السلطة وهي التي سحبت الولاية القانونية والسياسية ولم يتبقى للسلطة أي شيء وتريد فقط الالتزام بمسؤولياتها الأمنية وإبقاء الاسم فقط مجرد سلطة فلسطينية"
وبالرغم من إدراك السلطة أن كيان يهود يريد فقط من السلطة المهمات القذرة تحت مسمى التنسيق الأمني، إلا أنهم بدل أن يوقفوا هذا التنسيق المخزي أوغلوا أكثر فأكثر في اللقاءات بين كبار ضباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبين كبار ضباط الاحتلال، كما حصل أن استضافوا ضباط الاحتلال في بيت لحم وكما زار ضباط السلطة مقر رابين قبل عشرة أيام، بل أعطى ضباط السلطة محاضرة لضباط الاحتلال وقادة المستوطنين، شرحوا لهم فيها كيفية التعامل مع أهل فلسطين.
والأنكى والأمر أن رجالات السلطة، بعد أن أدركوا مدى المصيبة والويلات التي جروها على أهل فلسطين نتيجة الاتفاقيات المجرمة التي عقدوها مع الاحتلال، بدؤوا بالبحث عن بدائل أكثر إجراما من الاتفاقيات السابقة، وأخطر هذه البدائل طلب الوصاية الدولية على قسم من فلسطين بما في ذلك القدس،
ومعنى الوصاية الوحيد هو إضافة احتلال دولي للاحتلال اليهودي، لتصبح فلسطين تعاني من احتلالين بدلا من احتلال واحد، ولتصبح مهمة تحرير فلسطين أصعب وأمر لأن الذي يريد تحرير فلسطين عليه أن يحارب كافة الدول الكافرة التي أوجدت كيان يهود، أي أن المجرمين يريدون وضع عقبة إضافية أمام دولة الخلافة عند تحريك جيوشها لتحرير فلسطين، وستحتاج الأمة لتقديم ملايين الشهداء من أجل التحرير.
وأما مطالبة عريقات وبعض السياسيين بتفعيل قرار 377 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة "الاتحاد من أجل السلام" فقد جاء هذا القرار عام 1950 خلال الحرب الكورية ليحل إشكالية عجز مجلس الأمن من اتخاذ قرار لصون السلام والأمن الدوليين بسبب حق النقض الفيتو الذي يمارسه أحد الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وجاء في القرار ما يلي: "تقرر أنه في حال فشل مجلس الأمن بسبب فقدان إجماع الأعضاء الدائمين في ممارسة مسؤوليته الرئيسية بالحفاظ على السلم والأمن العالميين في كل حالة يظهر فيها تهديد للسلم أو خرق له أو عمل عدائي، فإن الجمعية العامة تنظر في الموضوع فورا بقصد اتخاذ التوصيات المناسبة وذلك من أجل صون السلم والأمن الدوليين أو إعادتها إلى نصابها، وإذا لم تكن الجمعية العامة في دورة انعقاد في غضون ذلك، تنعقد جلسة طارئة خلال 24 ساعة من طلب انعقادها لهده الغاية".
فبالرغم من معرفة رجالات السلطة أن دهاليز الأمم المتحدة طويلة الأمد ومضيعة للوقت وقرارات الجمعية العامة غير ملزمة، إلا أنهم يطرحونه كبديل، مما يدل على أن السلطة تريد القول للناس الذين حاسبونها بأن السلطة تملك البدائل.
إن السلطة الفلسطينية والقيادة المصرية من خلال سليمان وأبو الغيط بحثوا عن جميع البدائل التي لا تسمن ولا تغني من جوع وأهملوا البديل الوحيد والكفيل بتحرير فلسطين كل فلسطين ألا وهو تحريك جيوش المسلمين باتجاه كيان يهود والتخلص منه وإلى الأبد، فقد قالها أبو الغيط صراحة أيام قمة سرت الأخيرة "إن ما يتحدث عنه البعض من حلول جذرية لرفع الحصار عن طريق حشد الجيوش وإعلان الحرب ليس بالأمر المطروح" والحقيقة أن الحل الجذري لا يمكن أن يقوم به من ألف العمالة والذلة والمهانة.