نقلت وسائل الإعلام نبأ إلغاء رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، مشاركته في حفل كان مقرراً في عنانا في القدس المحتلة، وذلك بعد أن أصدر وزير الأمن الداخلي في دولة يهود، يتسحاك أهرونوفيتش، أمراً يمنع تنظيم احتفال يشارك فيه رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، في القدس المحتلة.
 
وأيد رئيس حكومة يهود، بنيامين نتانياهو، القرار، وأصدر مكتبه بياناً جاء فيه أن نتانياهو أجرى لقاءً مع جهات أمنية، أصدر خلالها تعليماته بعدم إتاحة المجال لتنظيم فعاليات من قبل السلطة الفلسطينية في منطقة نفوذ بلدية الاحتلال في القدس.
 
وكان من المقرر أن يزور فياض، اليوم الثلاثاء، مدرستين، تقعان ضمن ما يسمى "نفوذ بلدية القدس"، وذلك بمناسبة انتهاء ترميم 15 مدرسة فلسطينية في القدس المحتلة بتمويل من قبل السلطة الفلسطينية، وتعبيد عدد من الشوارع.
 
وعلم أن شرطة الاحتلال سلمت صاحبة قاعة في حي ضاحية السلام أمراً موقعاً من قبل وزير الأمن الداخلي لدولة يهود يحظر إجراء أي لقاء تحت رعاية السلطة الفلسطينية في هذه المنطقة.
*****
من الواضح أنّ قادة يهود قد بلغ احتقارهم للسلطة درجةً لم يعودوا معها يكترثون بشعبية السلطة وحفظ بعض من ماء وجهها أمام الناس رغم علم يهود بحاجة السلطة الماسة والملحة لهذه الشعبية، فحتى توافه الأمور التي تحاول السلطة التشدق بها أو التخندق وراءها لتبدي بذلك حرصاً على مصالح أهل فلسطين أو سعياً وراء آمالهم وتطلعاتهم وتمسكاً بما قد يستهوي الناس ويستقطب القلوب، حتى هذه التوافه والتي لا تعدو أكثر من مسرحيات ودراما ساذجة على طريق التحرر والاستقلال، لم يعد يسمح بها قادة يهود!!!
 
فهذا يظهر مدى الذل والهوان الذي وصلت إليه السلطة ورجالها، ومن زاوية أخرى يظهر مكانة السلطة وحجمها الوضيع الذي لم يستأهل منع رئيس وزرائها من تنفيذ نشاطه أكثر من كتاب من وزير داخلية يهود، الأمر الذي يدل على أن التعامل مع السلطة هو شأن داخلي ينظمه وزير الداخلية ولا يحتاج لأية قنوات أو وساطة دبلوماسية!!!
 
والأهم من ذلك أنّ في الحدث عبرة وعظة لمن ألقى السمع وهو شهيد، فالدول لا تُقام بمسرحيات ورقصات، والبلاد المحتلة لا تُحرر بالمفاوضات والمصافحات، ويهود قومٌ لا عهد لهم ولا ذمة.
 
 فهلاّ اتعظ رجال السلطة وأزلامها، قبل أن يجدوا أنفسهم على قارعة الطريق والناس من حولهم يقولون لهم، هذا بما كسبت أيديكم؟!
2/11/2010