معا- دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، امس في لقاء له مع رئيسة جمهورية فلندا، الى اهمية عدم استبعاد خيار حل الدولتين وضرورة التمسك بإقامة دولة فلسطين في حدود عام 1967 ودولة "اسرائيل" تعيشان جنبا الى جنب بأمن واستقرار"، مشددا على الايمان الفلسطيني التام بحل الدولتين والاصرار على التمسك به باعتبار الافضل لمستقبل الشعبين الفلسطيني – "الاسرائيلي"، وأنه ليس لديه خيارات أخرى.
*****
إن رمي قضية فلسطين في حجر أمريكا والدول الغربية –على فرض الجهل السياسي واستبعاد التبعية والتآمر- قاد السلطة والمنظمة إلى هذا الموقف المخزي وإلى استجداء الحلول وتسول إقامة الدولة الفلسطينية "العتيدة!".
 
فها هو رئيس السلطة يطالب الغرب وأمريكا بضرورة عدم استبعاد حل الدولتين، لأنه الحل الأفضل لمستقبل الشعبين، ويؤكد على أنه وسلطته ومنظمته لا يملكون خيارات أخرى. فهل تقام الدول يا سيد عباس بالتسول على أعتاب القوى الاستعمارية والذي كان احتلال فلسطين وتمكين يهود منها جريرة من خطاياها؟! وأي دولة تابعة تريدها بهذا الاستجداء؟! وهل من يريد اقامة دولة يتمسك بها باعتبارها الحل الأفضل لمستقبل الشعبين؛ شعبه وشعب عدوه؟! وهل خول الشعب اليهودي عباس ليتحدث باسمه وباسم مستقبله؟! أم أنه كما أعلن منذ أن كان رئيساً للوزراء أن همه هو انهاء عذابات اليهود؟!
 
وقد سبق عباس في المطالبة بالتأكيد على حل الدولتين ملك الأردن الذي يخشى على عرشه، والذي داوم بتذكير أمريكا والغرب بضرورة عدم التخلي عن مشروع حل الدولتين، متخوفاً من تنامي توجه بعض راسمي السياسة الأمريكية مفاده استحالة إقامة دولة للفلسطينيين وضرورة التفكير ببدائل وخيارات أخرى.
 
إن هذه المواقف المخزية من السلطة والحكام العرب قاطبة تؤكد –ما ذكره حزب التحرير للأمة منذ عقود- من أن مشروع حل الدولتين هو مشروع أمريكي، وضع لحماية أمن يهود وفق الرؤية الأمريكية، والتي لا تروق لليهود أنفسهم في كثير من التفاصيل، وأن كل البهرجات والدعايات ومحاولة وصف حل الدولتين من الحكام والسلطة والمنظمة بالمشروع الوطني هو تزوير وتضليل لتسويق المشاريع الأمريكية.
 
إن حل قضية فلسطين لا يكون إلا بتحريرها وليس بالسير في مشاريع القوى الاستعمارية كمشروع أمريكا وهو حل الدولتين، أو حتى مشاريع عفا عليها الزمن ويحاول البعض أن ينفخ فيها الروح كمشروع بريطانيا وهو حل الدولة الواحدة.
 
إن الحكام والسلطة قد اختطفوا قضية فلسطين من الأمة وقد حكّموا بها أعداءها من أمريكان وأوروبيين، وإن واجب المسلمين أن يستردوا هذه القضية وأن يضغطوا باتجاه تحريك أهل القوة والمنعة والجيوش لتسير نحو فلسطين فتحررها وتطهرها من رجس يهود، وإن ذلك كائن قريباً بإذن الله حال قيام الخلافة وتخلص المسلمين من الأغلال التي تثقل كاهلهم، وساعتئذ لن يسع الكافرين المحتلين والمتآمرين معهم لا أرض ولا سماء.
 
وإن شعباً إلى العلياء منطلقاً لن يقدر الجن يثنيه ولا البشر
وإن غدا لناظره قريب.
15-10-2010م