بعد أن ظن عباس نفسه فيلسوفا حذقاً عندما صرح في واشنطن قائلا: "إن إسرائيل يمكن أن تطلق على نفسها حتى اسم الإمبراطورية اليهودية الصهيونية الإسرائيلية، والطبيعة اليهودية لإسرائيل ليست من شأننا".، جاءت مطالبة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في افتتاح الدورة البرلمانية الشتوية للكنيست الاثنين 11/10/2010 للسلطة بالاعتراف بكون "إسرائيل" دولة يهودية مقابل استعداده لجمع حكومته والطلب منها تمديد تجميد الاستيطان، لتضع عباس وسلطته أمام الأمر الواقع الذي ظن أنه تهرب منه بحذاقته وفطنته، حينما قال بأنّ هذه مسألة "إسرائيلية" وليست من شأنه.
 
وما يفسد على عباس وزمرته فهلوتهم، هو موقف أمريكا التي لم تبق لهم ما يناورون به أو يضحكون من خلاله على الذقون، حيث سارعت الولايات المتحدة على حث السلطة الفلسطينية على الرد على مطالبة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بالاعتراف بكون "إسرائيل" دولة يهودية، مؤكدة دعمها "لإسرائيل" واعترافها بها كدولة يهودية.
 
وبالفعل جاء رد السلطة على لسان ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي قال: "مستعدون للاعتراف بإسرائيل ليس كدولة يهودية فحسب بل صينية كذلك، لو أرادت، مقابل دولة على حدود 67".!!!
 
فيا حسرة على اللاجئين الذين لم يبق لهم مكان في قاموس السلطة ومنظمة التحرير بعد أن ملأتا الدنيا صراخاً وصخباً عبر عقود مضت وأزلامهما يتحدثون عن حقوق اللاجئين وأن حق العودة من أقدس المقدسات لديهم، فها هم الآن يفرطون باللاجئين وبحقوقهم في وضح النهار مقابل كراسيهم وبقائهم في سلطة الذل التي لم تجلب إلا الشقاء والخراب لأهل فلسطين.
 
وهذا أمر طبيعي على سلطة ارتهنت لأمر أمريكا، ورضيت لنفسها العيش تحت حراب الاحتلال.
 
منذ أن أنشئت منظمة التحرير ومن بعدها السلطة وهنّ يقدمن التنازل تلو الآخر، حتى لم يبق للقضية الفلسطينية بحسب طرح المنظمة والسلطة طعما ولا لونا ولا راحة، اللهم إلا ما يحافظ به أزلامهما على مناصبهم الفارغة ورواتبهم الضخمة.
 
ولكن مآل التبعية والسير في مخططات أعداء الأمة هو دائماً الفشل والفضيحة، فأمريكا ويهود لم يبقوا للسلطة ماء وجه، فلم يعد بإمكان السلطة أن تبرر أفعالها أمام أحد، وأصبح المسلمون يدركون تأمر السلطة على فلسطين إدراكا لا غبار فيه، وإنّ هذا لمقدمة لإحقاق الحق وإبطال الباطل على يد دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله والتي لن تجد أمامها منافقا أو مخادعا للأمة إلا وقد فُضحت أوراقه وبليت صورته.
13/10/2010