الجزيرة نت: وافقت الحكومة "الإسرائيلية" على مشروع تعديل قانون الجنسية الذي يرفضه العرب داخل الخط الأخضر، حيث ينتظر عرضه على الكنيست قبل إقراره بصفة نهائية.
 
 كان وزير الداخلية "الإسرائيلي" وزعيم حركة شاس لليهود الشرقيين إيلي يشاي قد كشف في وقت سابق عن تعديلات القانون وقال إنه يتضمن سحب المواطنة "الإسرائيلية" من كل من "يدان بعدم الولاء لدولة إسرائيل"، مما سيسهل طرد المواطنين العرب من بلداتهم في الداخل.
 *****
يأتي هذا التعديل كباكورة قوانين جديدة تسعى الحكومة "الإسرائيلية" لإقرارها في دورة الكنيست الجديدة، وكلها قوانين تتعلق بالنكبة والمواطنة والحجاب، وكلها تستهدف وجود المسلمين والعرب في داخل الخط الأخضر، حيث تسعى الحكومة "الإسرائيلية" إلى تجسيد معنى يهودية الدولة كواقع حقيقي لا مجرد تسمية.
 
إن كيان يهود يزداد يوماً بعد آخر علواً واستكباراً، يدفعه إلى ذلك حقده الدفين على الإسلام وأهله، وتخاذل الحكام الجاثمين على صدر الأمة الإسلامية بل وتآمرهم عليها في كل ساعة حتى باتت الامة تحيا النكبات جراء حكمهم لها في كل حين.
 
إن اعتراف عباس الضمني بيهودية "اسرائيل" التي أصر قادة يهود على الطرف الفلسطيني المفاوض أن يعترف بها قبل البدء بأية مفاوضات مباشرة، هو ما شجع الكيان اليهودي الغاصب على تشريع مثل هذه القوانين التي لن تمس بما يسمى "بحق العودة" فحسب بل ستمهد الطريق أمام طرد البقية المتبقية من أهل فلسطين في داخل الخط الأخضر من بلداتهم.
 
إن حديث عباس في نيويورك عن يهودية الدولة باعتبارها مجرد تسمية حيث أجاب اللوبي اليهودي هناك عند سؤاله عن اعترافه بيهودية الدولة قائلاً "اذا اردتم ان تطلقوا على أنفسكم اسرائيل اليهودية الامبراطورية العظمى افعلوا ذلك ولماذا تسألوننا عن رأينا ؟" هو استخفاف بأهل فلسطين ومغالطة واضحة قصد بها الاعتراف الضمني وتخفيف وطأة هذا الاعتراف معتبراً إياه مجرد تسمية.
 
إن حكم "الأغيار" من قادة السلطة والحكام قد قاد القضية الفلسطينية إلى قعر الانحدار، وها هم رجالات السلطة والمنظمة والحكام من ورائهم قد وصل تخاذلهم حداً لا يبقي لأهل فلسطين شيئاً من حقوقهم ولا يذر.
 
إن قضية فلسطين قد قزمها هؤلاء الأقزام إلى قضايا فرعية لا تسمن ولا تغني من جوع فجعلوها قضية لاجئين وحق عودة وحدود ودويلة هزيلة، واغفلوا وجوب تحريرها وتطهيرها من رجس يهود.
 
لذا على الأمة ان تدرك بأن هؤلاء "الأغيار" يقودونها نحو الهاوية فتتدارك نفسها وتنخلع من ربقة حكمهم وتتبرأ من فعالهم وأن ترص الصفوف وتتكاتف الجهود نحو إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تذيق يهود سوء العذاب وتنسيهم وساوس الشيطان.
10-10-2010م