استنهاض الأمة واستنصار الجيوش وخلع الحكام وليس استجداء الكفار ومؤسساتهم هو الطريق الوحيد لإنقاذ بيت المقدس
يستمر كيان يهود في قطع أشواط وأشواط في محاولاته لإخفاء الطابع الإسلامي عن بيت المقدس وإضفاء الطابع اليهودي عليه، فقد تم الإعلان مؤخرًا عن نية الكيان البغيض العبث بحائط البراق وفتح باب في جدران المدينة المقدسة، وحفر أنفاق تصل بينه وبين المستوطنات والمشاريع اليهودية مثل "الحدائق التوراتية" التي تحاصر المسجد الأقصى، وما يسمى "بالحوض المقدس" المزمع إنشاؤه في سلوان، وبقية المشاريع الاستيطانية،
ويفيد مختصون بأن هذه الخطة عبارة عن جزء من مشروع كبير لإحكام السيطرة على الحرم القدسي، يقوم على إزالة الآثار الإسلامية وبناء مشاريع يهودية ومصادرة الأراضي وتهجير المسلمين.. كل ذلك وغيره يجري أمام سمع العالم الإسلامي وبصره، المكبل والمغيب من الحكام العملاء.
 
وتستمر الاستنكارات والاجتماعات والشكاوى والاستجداءات للمؤسسات الدولية، وكذلك تستمر المفاوضات والوعود، ولم يتوقف الاستيطان في بيت المقدس ولا لحظة واحدة،لا في فترة التجميد المزعومة ولا في غيرها، ويستمر الكيان البغيض في مصادرة الأراضي وتهجير المسلمين وإرهابهم وقتلهم دون أن يحسب حسابًا لكل الأفعال الهزيلة التي تشكل غطاءً عمليًا لأعماله الإرهابية ومخططاته التهويدية.
 
إن اليهود هم اليهود، قتلوا الأنبياء واعتدوا عليهم، وحاولوا التحايل على ربهم، وأفسدوا حيثما حلوا، ما يثنيهم إلا السيف ولنا في سورة البقرة العبرة.
 
وإن الحل الوحيد لاستنقاذ بيت المقدس هو حل يتعلق بالأمة لأن قضيته قضية أمة وليست قضية شعب، ومجرم كل من يتعمد تضليل المسلمين قولاً أو عملاً بقصر المسئولية المباشرة على أهل فلسطين المنكوبين، ولنا أيضًا عبرة من سيرة صلاح الدين رحمه الله تعالى الذي كان على اتصال مع الخليفة العباسي وعمل طوال بضعة عشر عامًا في الأمة وعمل على توحيدها وتوحيد رؤيتها ورايتها، ثم أعلن الحرب الشاملة على الصليبيين وحرر بيت المقدس.
 
وكل أعمال ومشاريع المفاوضات والاستجداءات والاستغاثات الموجهة للمؤسسات الدولية المتآمرة على المسلمين لن تجلب لنا ذرة خير ولن تحرر لنا شبرًا، فكيف نستغيث بمن يشن علينا حربًا صليبية ويدعم الكيان الغاصب ويعتبره جزء منه ويقر بحقه في الوجود في أرض الإسراء والمعراج ظاهرًا وباطنًا؟! كيف نستغيث من القاتل بالجلاد؟!
 
كيف نستمسك بحبل الناس ونترك حبل الله ؟!
 
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)
إن الواجب هو استنهاض الأمة وليس الحكام، واستنصار الجيوش الإسلامية وليس "الأمم المتحدة" ومجلس "الأمن الدولي".
أيها المسلمون:
إن حزب التحرير يعمل بكل قوة وبكل تفان في الأمة وفي جيوشها وفي علمائها وفي حركاتها وعلى جميع المستويات لتثبيت هذه الحقيقة، ولتطبيقها على الأرض، فليس للأقصى ولفلسطين حقيقة إلا دولة مبدئية وجيش قائم على العقيدة الإسلامية (دولة الخلافة القادمة) وبعدها يبدأ يهود بالاستجداء ولكن ولات حين مندم.
 
فكونوا معه وآزروه، بددوا معه كل تضليل اصبروا وصابروا على أرضكم ومقدساتكم، حاسبوا حكامكم، احملوا دعوة الخلافة، وأنيروا الدرب نحو تحرير بيت المقدس لحظة بلحظة حتى تحين لحظة النصر بإذن الله تعالى.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

 

8-10-2010م