تناقلت وكالات الأنباء العروض السخية التي قدمتها السلطة الفلسطينية لكيان يهود من أجل تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر والوصول لاتفاق يحفظ بعض ماء الوجه لرجالات السلطة، وكذلك كثر الحديث عن ورقة ضمانات قدمتها الإدارة الأمريكية لهذا الكيان مقابل تجميد الاستيطان لمدة شهرين أو ثلاثة.
 
فالسلطة من جانبها، استعدت لحفظ أمن كيان يهود بشكل لم تحلم به أبدا، واعتبرت السلطة أن أمن كيان يهود هو أمن للسلطة، واستعدت السلطة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الأبد مع الإعلان عن نهاية المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني!!
وأما أمريكا فهي مستعدة لترحيل ملف الاستيطان إلى مراحل الحل النهائي، وضمان وجود وادي عربة تحت السيطرة اليهودية، واستعد أوباما لإعطاء اليهود أنظمة صاروخية متطورة وطائرات ف 35.
 
بالرغم من أن قرار تجميد الاستيطان هو قرار شكلي وجزئي لأن الاستيطان لم يتوقف للحظة ولم يتوقف هدم المنازل وتهجير السكان في القدس، كذلك في الضفة الغربية الاستيطان مستمر وبوتيرة متزايدة وأهل الضفة الغربية يشاهدون ذلك بأعينهم، وأعداد العمال الذين يعملون في أعمال البناء في المستوطنات تضاعفت، بالرغم من كل ذلك فإن كيان يهود يتمنع عن الإعلان عن هذا التجميد الشكلي والجزئي لأسباب نذكر منها:
 
1-      لأنه يريد ابتزاز الأمريكان فيجعلهم يدفعون أثمانا عالية لكل خطوة يخطوها هذا الكيان ولو كانت شكلية، فهو يريد مزيدا من التنازلات على صعيد الرؤية الأمريكية للدولة الفلسطينية، ويريد الأسلحة الفتاكة والمتطورة والأموال الطائلة، وكذلك على صعيد المواجهة مع إيران يسعى كيان يهود لتحجيم إيران أو ضرب أسلحتها.
 
2-      يريد كيان يهود مزيدا من التنازلات من السلطة الفلسطينية على صعيد الحدود والقدس واللاجئين والأراضي وكذلك بذل المزيد من الجهد في حفظ أمن اليهود وملاحقة كل من يرفض وجود كيان يهود أو يحرض على هذا الكيان ولو بشطر كلمة.
 
3-      يريد كيان يهود أن تفتح له الأبواب في كل بلدان ما يسمى الشرق الأوسط وبل ويسعى إلى مزيد من التطبيع مع كافة أرجاء العالم الإسلامي.
 
إن الذي جعل هذا الكيان يتمادى في غيه هو معرفة كيان يهود بحالة الضعف الشديد الذي يعتري أمريكا نتيجة وضعها المأساوي في أفغانستان والعراق وكذلك الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأمريكا والعالم، وكذلك حالة الاستخذاء والاستجداء التي أصبحت السمة البارزة للسلطة والأنظمة المتسلطة على رقاب المسلمين، وإذا ما استمرت هذه الحالة المذلة والمخزية، فإن كيان يهود سيقوم بجرائم ضد أهل فلسطين وسيجر السلطة والأنظمة المجرمة إلى الترجي والقبول ببقاء هيمنة كيان يهود على أرض فلسطين كاملة مقابل بقاء السلطة ورجالاتها وبعض أهل فلسطين ليعيشوا على هذه الأرض وعدم تهجيرهم إلى دول الجوار. "{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً}.
 
ولكني أقول بأن الله هيأ لهذه الأمة رجالا يصلون ليلهم بنهارهم من أجل توحيدها في دولة مرهوبة الجانب أفعالها تسبق أقوالها وأمير المؤمنين فيها يجمع أبناءها جنودا في جيشها ويقول نصرتم يا أهل فلسطين نصرت يا أقصى .... والله لن يجاورنا المحتل اليهودي بعد اليوم ويومئذ يفرح أهل فلسطين والمسلمون بنصر الله.
 
{إِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلّ شَيْءٍ قَدْراً}
5/10/ 2010