الزيتونة- وكالات- ألمح رئيس السلطة الفلسطينية اليوم خلال لقاء جمعه مع رؤساء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، بأنه غير متأكد بأنه سوف يترك طاولة المفاوضات في حال تجددت أعمال البناء في المستوطنات".
ونقلت صحيفة معاريف عن أبو مازن قوله: "أنا لست متأكداً من أن تجديد البناء سيؤدي إلى انفجار المفاوضات المباشرة" .
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات أبو مازن جاءت بعد أن هدد عدة مرات سابقة بأنه سيترك المفاوضات المباشرة في حال إصرار الطرف "الإسرائيلي" على عدم تجديد فترة تجميد البناء والذي سينتهي يوم الأحد القادم 26/9/2010.
وأضاف أبو مازن، أنه "سيكون صعباً الاستمرار في المفاوضات إذا تم تجديد البناء ولكن مع هذا أنا لا أستطيع أن أقول بأنني سوف افجر المفاوضات" .
*****
يبدو أنّ أمريكا لم تعد تكترث بشعبية عباس وصورته أمام العالم وأمام أهل فلسطين، فباتت غير معنية بأن تحفظ له ولجماعته ماء وجه، ولو بالشيء التافه الذي يتشدق به عباس لظنه أنه أهون المطالب!
فبعد أن ملأ وعباس وزمرته الصحف ووسائل الإعلام تصريحات وعنتريات على مدار أسبوعين أو أكثر وهم يتحدثون عن أنّ استئناف البناء في المستوطنات سوف يكون نهاية المفاوضات، "ميدل ايست اونلاين- عباس: لن أتفاوض يوماً واحداً إذا استمر الاستيطان" وأكدوا على أنّ نهاية الشهر سوف يكون حاسما، "شعث: إنّ يوم الثلاثين من الشهر الحالي هو موعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان الذي أعلنته إسرائيل، سيكون يوماً حاسماً لتحديد ما إذا كانت المفاوضات المباشرة ستستمر أم لا، مشدداً على أن القرار بيد الحكومة الإسرائيلية الآن، فإن هي جددت تجميد الاستيطان فستستمر المفاوضات، وبخلاف ذلك ستتوقف."، لم تمهلهم الإدارة الأمريكية أكثر من أسبوعين، حتى حطت أقدامهم في أمريكا، ليبدؤوا بالتراجع عن كلامهم، وكأنّهم صبية يلعبون، أو عبيدٌ لا قرار لهم.
وكأنّ أمريكا لا تعول على شعبية عباس وزمرته وحكومته التي باتت في أدنى مستوياتها على الإطلاق، وإنما تعتمد على القوة والعنجهية التي أصبحت تفرض من خلالها السلطة ما تريد على أهل فلسطين بعد أن مدتها بأسباب القوة والمال ودعم يهود.
وحتى أنّ شعبية عباس وكرامته لم تساو عند أمريكا الجاسوس "الإسرائيلي"الذي ترددت الأنباء بأن يهود طلبوا الإفراج عنه مقابل تمديد وقف البناء في المستوطنات!!
فيا لهوان السلطة ورجالها!!
ولكن هذا هو شأن كل الأتباع عند أسيادهم، فهم لا يساوون عندهم أكثر من معادلة حسابية، وعند الفراغ منهم فمصيرهم الهلاك أو قارعة الطريق.
وأما أمريكا فلا يهمها سوى مصالحها، ومصلحتها في الشرق الأوسط هي الإمساك بخيوط الصراع فيه، ومصلحة إدارتها الحالية في تهدئة الأوضاع وإظهار الإنجازات "الدعائية" لعلها تفوز في انتخابات الكونغرس النصفية المقبلة وتتفرغ لمعالجة ما يشغلها من ملفات أكثر سخونة.
فهل يتدبر عباس وزمرته ما آلوا إليه من ذله وصغار، ويثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم قبل فوات الأوان؟
22/9/2010